رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما يصلى المسلم فى الكنيسة

مسلمون يؤدون الصلاة
مسلمون يؤدون الصلاة فى كنيسة أمريكية

فى أبهى صور التآخى الانسانى والتسامح الدينى، يجتمع المسلمون والمسيحيون فى دول المهجر بأوربا وأمريكا، فى أماكن واحدة تضمهم معاً للصلاة والإفطار فى رمضان.. فتحت عدد من الكنائس أبوابها للمسلمين للصلاة فى رمضان وفى غير رمضان، للتجلى تلك الصورة الحية للمحبة بين البشر.

ففي  بريطانيا، وفى واحد من أبرز مظاهر التسامح الديني الذي يسعى الكثيرون إلى ترسيخه هناك، يؤدى المسلمون في مدينة أبردين الواقعة على الشاطىء الشرقي لأسكوتلندا صلاتهم ويتناولون افطارهم الجماعى وسحوروهم داخل كنيسة القديس يوحنا التابعة للكنيسة الأسقفية الاسكوتلاندية، بناء على دعوة من القسيس المسئول عن الكنيسة الأب اسحق بوبلان الذى لاحظ أن المسلمين في الحي الذي تقع فيه الكنيسة يؤدون صلاتهم في العراء خارج مبنى المسجد الصغير الواقع قرب الكنيسة، الذي يحمل اسم جامع السيد شاه مصطفى.وتشهد صلاة الجمعة فى الكنيسة اقبالاً كبيراً من أبناء الجاليات المسلمة في المدينة.. والقس بوبالان سمح بذلك بدافع من واجبه الديني والإنساني حتّم عليه المساعدة كما يقول.. وأبعد من ذلك  يقول: إن «الصلاة هي الصلاة من أي ربوع جاءت، ومهمتي هي تشجيع الناس عليها، والإنجيل يعلمنا أن مساعدة الجيران من الفضائل الكبرى، ولا أُخفي أن أحدًا ما اعترض عندما اقترحت منح جزء من مبنى الكنيسة للمسلمين قائلاً: إن هذه ليست مشكلتنا. لكنني أقنعته بأن التنصل عن المساعدة في موقف كهذا يعني تنصلاً من تعاليم الإنجيل نفسه. صحيح أن صلاة المسلمين في الكنيسة فكرة غير مألوفة، لكننا في نهاية المطاف نصلّي سواء على الطريقة المسيحية أو الإسلامية».
وفى بلجيكا وبعد أن أغلقت السلطات البلجيكية المسجد الوحيد الموجود في مدينة جيللي، بدعوى انه لا يلبي شروط السلامة، لجأ المسلمون الى استغلال الكنيسة لأداء صلاة الجمعـة، واتفق المسلمون مع راعي كنيسة «سان لومبير» الأب هينري ريمي، لاستغلال الكنيسة لاداء صلاة الجمعة بعدما قام المسلمون باستبدال الكراسي بالسجاد، وإخفاء مظاهر العبادة الكاثوليكية كالتماثيل مثلاً، بقطع القماش، وطمس الصور.
وفي إيطاليا خصصت كنيسة «القديس نازريو» بمدينة «فاريزي» الواقعة شمال إيطاليا مكاناً لمسلمي المدينة لإقامة صلواتهم وصلاة التراويح خلال شهر رمضان الكريم. وسمح كاهن الكنيسة للمسلمين بإقامة شعائرهم الدينية طوال شهر الصوم، ومشاركتهم فى الافطار الجماعى والسحور، بعد أن جهز مكانا كان مخصصاً لانتظار السيارات بمظلة كبيرة. وقال الكاهن المونسنيور فرانكو كارنافيللي إنه في السنوات السابقة لم تحدث أية مشكلة (من المسلمين) لذا قمنا بهذه المبادرة.
وفى أمريكا وبعد أن ظل المسلمون بمنطقة «جراند فوركس» بمدينة «داكوتا» بولاية «داكوتا» شمال «الولايات المتحدة»؛ يقيمون الصلاة في «جامعة شكال داكوتا» لقرابة 20 عامًا، وبعد موافقة ادارة كنيسة المسيح المتحدة، تم شراء وتحويل  الكنيسة لمسجد، وأصبح لدي المسلمين هناك قاعة صلاة ومركز إسلامي؛ وتمكنوا من إقامة الصلوات وإلقاء الدروس، في شهر رمضان. وعلى الرغم من انتقاد واحتجاج «مايك

هاكابي» - القس المعمداني، وعضو الحزب الجمهوري، وحاكم ولاية «أركنسو» الأمريكية، ومرشح الرئاسة لعام 2008 - سمحت إحدى كنائس الولاية للمسلمين باستخدامها لأداء الصلوات بسبب تجديد المسجد التابع لهم، لعدم اتساعه لأعداد المسلمين المتزايدة.
ولم يتوقف الأمر فى أمريكا على ذلك فقط بل قامت منظمة «اتحاد الحريات المدنية الأمريكي» برفع قضية تطالب فيها الهيئة الإدارية لأحد سجون ولاية «أنديانا بوليس» بالسماح للسجناء المسلمين بأداء صلاة الجماعة خمس مرات يوميًّا كما هي تعاليم الشريعة الإسلامية. بعد أن قامت إدارة السجن بمنع  مسجونين مسلمين من صلاة الجماعة بحجة الدواعي الأمنية والسماح بانعقادها يوم الجمعة فقط. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنه لمن العجيب على إدارة السجن أن تسمح للسجناء بالاجتماع من أجل مشاهدة التليفزيون ولعب الكرة ولعب الكوتشينة وتقوم بمنع المسلمين من الاجتماع لأجل العبادة.
وفي مشهد لقي ترحيباً وتقديراً واسعين بين سكان مدينة بورك في شمال فرجينيا الامريكية، خصصت إدارة إحدى كنائس المنطقة مكانا في مبناها للجالية المسلمة لأداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان. واستقبلت الجالية المسلمة هناك هذه المبادرة بالتقدير الكبير، واعتبرها أتباع الكنيسة رسالة قوية للتسامح والتعايش والاحترام الذي يجمع بين أتباع الديانات في المدينة الأميركية.
واشترى المسلمون الامريكيون في  ضاحية «جرودوفا» قرب مدينة «ممفيس» في ولاية «تينيسي» الامريكية  قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي مائة و عشرين الف متر مربع لبناء مركز إسلامي عليها .ويفصل مشروع المسجد عن كنيسة «هارت سونج» شارع فقط، وما إن بدأت اعمال بناء المسجد حتى قام القائمون على الكنيسة المجاورة بوضع لوحة كبيرة كتب عليها «كنيسة هارت سونج  ترحب بمركز ممفيس الاسلامي في جوارنا». فشجعت هذه المبادرة المسلمين هناك، فطلبوا من جيرانهم المسيحيين أن يقيموا الصلوات خلال شهر رمضان في بهو الكنيسة الرئيسي. فرحب بهم جيرانهم المسيحيون و فتحوا أبواب كنيستهم لإقامة صلاة التراويح طوال أيام شهر رمضان.