رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السادات فى رمضان

بوابة الوفد الإلكترونية

ورث الرئيس السادات عادات رمضانية عن والده، الذى كان يتناول طعام الإفطار فى رمضان مع جميع أفراد العائلة في جو عائلي.. ثم يُصلي المغرب فى البيت جماعة،

وبعدها يخرج لصلاة العشاء والتراويح في مسجد القرية مع الأهل والأقرباء.. وكان يداوم علي صلة الأرحام.. والتواصل مع أقاربه، حتي آخر لحظة في حياته.. لم يمنعه التحاقه بالكلية الحربية، ولا مشاركته فى الثورة، من زيارة قريته في رمضان فكان دائم الزيارة لقريته ميت أبوالكوم حتي وهو رئيس للبلاد.
وكان الرئيس السادات طوال عمره معتدلاً فى أكله سواء فى رمضان أو فى غيره.. وكان يعتمد علي الطعام المسلوق المبسط مع قليل من الأصناف. وكان يقضي معظم نهاره وليله في رمضان في تلاوة القرآن من مصحفه المفضل. وكان يتلو بصوت رخيم جميل رصين.. وكان الرئيس السادات يحب ــ لدرجة العشق ــ صوت الشيخ سيد النقشبندي المنشد الديني المعروف، وكان يستدعيه لينشد له في ميت أبوالكوم مساء في ليال رمضان، وكان السادات يتجاوب ويتمايل طرباً، من صوت النقشبندى، حتي إنه عندما عَلِمَ بوفاة النقشبندي اتصل بأسرته ليعزيها وتكفل بكل مصاريف الجنازة ومتطلبات أسرته.
وكان جليس السادات علي الدوام شيخه عبدالحميد عيسي الذي كان يحفظ القرآن على يديه، ويذكر له أنه كان يضربه علي يديه وقدميه عندما كان يقصر فى الحفظ.. وكان السادات وهو رئيس يجلس مع شيخه ويتناول طعام الإفطار معه، ويطول الحديث بينهما حول ذكرياتهما.. وكان الرئيس يؤدي صلاة الجمعة بمسجد القرية، وبعد الصلاة يقف علي باب المسجد ليصافح المصلين فرداً فرداً.. وكان يستمع لمشكلاتهم، ويلبى فى الحال طلباتهم بحب وسماحة.. وكان السادات فى زياراته لقريته يرتدى جلبابه الفضفاض وعباءته ويمسك بعصاه الشهيرة فى يده. .وعندما علم السادات بوفاة شيخه عبدالحميد عيسي، كان فى اجتماع مع الرئيس جيسكار ديستان رئيس فرنسا في مباحثات سياسية بقصر عابدين، فاعتذر له وحضر إلي ميت أبوالكوم في طائرة هليكوبتر وبصحبته رئيس الوزراء والوزراء وصلي علي شيخه واشترك في الجنازة التي تكفل بكل مصاريفها وتوابعها.
وكان الرئيس السادات في كل عام في رمضان يقيم مأدبة إفطار جماعية كبيرة في استراحة الرئاسة بالمعمورة فى الاسكندرية، وكان يدعو لها لفيف من القيادات السياسية والشعبية، وبعد تناول الإفطار يظل الرئيس يتنقل بين المدعوين ويجالسهم ويتسامر معهم ببساطة ومحبة..
وفي ليلة القدر كل عام كان يقيم

مأدبة إفطار شاملة لإخوته وأخواته وأبنائهم.. وكان يستمع إلي مشكلاتهم وطلباتهم ويتسامر معهم ويحنو عليهم، وكان يؤدى الصلوات جميعها معهم، وكان يختلى ليقرأ القرآن، وتمتد جلستهم حتي الفجر.. وكان يبدو في هذه الليلة فى قمة سعادته وانشراحه بأهله..
وكان يتمشي في بلدته ميت أبوالكوم على قدميه ويزور السهرات التى تنظمها الاسر فى القرية فى رمضان.. وقد تسوقه قدماه إلي أحد منازل أحد الفلاحين في القرية فيطرق بابه ويجلس عنده لتناول الشاي ويسعد أهله بكل بساطة ومحبة وتراحم.. وكان الرئيس السادات يعتكف فى الأسبوع الأخير من رمضان في «وادي الراحة» في طورسيناء، متعبدا قارئاً للقرآن ومصلياً ومتهجداً ومتعبداً بكل شفافية وإيمان.
وكان السادات يتفاءل كثيراً، برؤية الشيخ محمد خليل الخطيب، في مسجد السيد البدوي، وكان كلما زار طنطا، أصر علي أن يزوره وأن يطلب منه الدعاء والبركة.. والسادات يعرفه منذ  كان نائباً للرئيس، وبعد أن أصبح السادات رئيسا للجمهورية حضر إلي طنطا في زيارة للمدينة، وزار السيد البدوي ، وطلب من الشيخ الخطيب أن يدعو له، فأخبره الشيخ ـ أن الله سينصره علي المتآمرين عليه، ممن حوله، وسينصره أيضا علي أعدائه من الصهاينة، وسيعينه الله علي استرداد الأرض المحتلة.. وقام السادات، وطبع قبلة علي جبين الشيخ الخطيب، الذى تفاءل بدعوته له وكان مقبلاً على خوض الحرب ضد إسرائيل فى رمضان. وكان السادات قبل إقدامه علي أي قرار مصيري خطير، يزور سيدي السيد البدوي تبركا.. وقد فعل ذلك قبل ثورة التصحيح، وقبل العبور، وقبل زيارة القدس، وقبل مباحثات كامب ديفيد.