كارلوس فوينتس وصراعات السياسة الكريهة
كارلوس فوينتس هو قلم مبهر وروائى هام فى أمريكا اللاتينية، ولد عام 1928 فى بنما وتنقل بين مختلف عواصم أمريكا اللاتينية واستقر فى المكسيك
ونشر إبداعاته ورواياته بعد رحلة قصيرة فى عالم الصحافة. وقد حصل على عدة جوائز أدبية كان ابرزها جائزة «رومولو جايجوس» كما رشح مرارا لجائزة نوبل قبل أن يرحل فى مايو عام 2012، وكانت مسيرته الأدبية والفنية الطويلة مبهرة حتى إنه صار الروائى الاكثر تفضيلا لدى أمريكا اللاتينية بعد «ماركيز»، وقد أطلق عليه المكسيكيون لقب «شمس المكسيك السادسة». ومن أهم رواياته «الجهة الشفافة»، و«موت أرتيمو كروث»، و«غنائية العميان»، وكرسى الرئاسة».
فى رواية «كرسى الرئاسة» أو «كرسى النصر» كما هو لدينا فى إحدى الترجمات يتخيل كارلوس فوينتس حال بلاده عام 2020 عندما تدخل فى خلاف سياسى مع الولايات المتحدة الأمريكية التى تقرر قطع خدمات الاتصالات عنها تماماً.. إن تلك الخدمات لم تكن خدمات وطنية وإنما هى مستوردة بأنظمتها وأدواتها ومعداتها وتقنياتها بالكامل من امريكا، وهو ما يدفع الساسة للعودة مرى اخرى لنظم المراسلات الورقية. وفى الصراع السياسى الدائر فى المكسيك تدور الرواية معتمدة على مراسلات من المتنافسين إلى بعضهم البعض وإلى أقرانهم لحبك المؤامرات وعمل الاتفاقات للوصول على الحكم، وفى الصراعات السياسية فكل شىء مقبول: النفاق، الغدر، الخداع، الجنس، والقتل أيضاً.
وترسم الرواية صورة نقية للمكسيك
إن ماريا ترسل رسائلها على كل المتنافسين على كرسى الرئاسة، وتطوعهم وتقنعهم أنها مع كل منهم، وهو ما يجعل القارئ يدرك يقينا أن من يحكم ليس هو من يظهر دائما للناس باعتباره حاكماً.. إن ماريا تفوز مع كل منتصر ولا تخسر مع أى خاسر.. وربما هذا هو ما عناه فوينتس نفسه فى رؤيته للسياسة.