شهاب الدين السهروردى المقتول

قال:
أهل الهوى قسمان: قسمٌ منهمُ ...|... كتموا، وقسـمٌ بالمحبَّةِ باحوا
فالبائحونَ بسرّهم شربوا الهوى ...|... صِرْفاً فهزَّهُمُ الغرامُ فباحوا
هو أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي ويلقب بـ «شهاب الدين»، واشتهر بالشيخ المقتول تمييزاً له عن صوفيين آخرين هما: شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي (632هـ)، مؤلف كتاب «عوارف المعارف» في التصوف، أما الآخر فهو أبو النجيب السهروردي (ت:563هـ).
وأبو الفتوح فيلسوف إشراقي، شافعي المذهب، ولد في سهرورد الواقعة شمال غربي إيران، وقرأ كتب الدين والحكمة ونشأ في مراغة وسافر إلى حلب وبغداد, حيث كان مقتله بأمر صلاح الدين بعد أن نسب البعض إليه الفساد المعتقد، ولِتَوَهم صلاح الدين أن السهروردي يفتن ابنه بالكفر والخروج عن الدين، وكان مقتله فى قلعة حلب سنة 586 هـ.. وكان من كبار المتصوفة في زمانه ومن أفقه علماء عصره بأمور الدين والفلسفة والمنطق والحكمة، جمع بين عدة توجهات فلسفية من اليونان ومصر وغيرهما كنماذج فلسفية لتوضيح الفلسفة الإشراقية، فلما أتى إلى حلب وناظر بها الفقهاء كثر
وفى صلاة للسهروردي لله تعالى، يقول: «الحقيقة شمس واحدة لا تتعدد بتعدد مظاهرها من البروج. المدينة واحدة، والدروب كثيرة، والطرُقُ غير يسيرة. صُم عن الشهوات صوماً ينقطع باستهلال هلال موتك، وورود عيدك بقدومك على مُبدئك ومعيدك. صلِّ لربك والليل مظلم فَيَسْترهِبُك بتحيير حواسك، ويخوّفك بهمس أنفاسك، فيَلزَمك، حينئذ، الالتجاء إلى نور الأنوار. قفْ على باب الملكوت وقل: يا قيّوم الملكوت، الظلامُ أحاط بي، وحيّات الهوى قصدَتني، وعقاربُ الدنيا لسعَتني، وتماسيح الشهوات لدغتني وتركتني بين خصومي غريباً. يا أرحمَ عليّ من أبويّ، أنقذني وخلصني من سخطك. أدعوك يا رب بأنين المذنبين، أدعوك يا رب بتأوّه المجرمين، أناديك يا رب نداء غريق في بحر الطبيعة، هالك في مَهْمَهِ الشُبُهات. ها أنا مطروح على باب كبريائك. أيحسن من لطفك رد الفقير خائباً؟ أيليق بجودك طردُ الكئيب قانطاً؟ كل عبد إذا استجار بمولاه أجاره. فما لعبدك قد استجار فلا تجيره؟ أسيرٌ على الباب واقف يشكو من جيران سوء. لكل أسير قومٌ يرحمونه. فما لأسيرك لا ترحَم عليه بنظر منك؟ عبيد الآثمين في فرح ونيل، إذا لاذوا بمواليهم أحسن مواليهم إليهم. فما لعبدك الملتجئ بجناب جبروتك لا تلتفت إليه بجذبة من جذبات نورك.