عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعيش رمضان من أجل كل زمان

بوابة الوفد الإلكترونية

قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصوم كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فإذا نظرنا إلى هذه الآية بعين القارئ المتأمل نجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر علة الصوم هي (لعلكم تتقون). هناك علل كثيرة تظهر بعد ممارسة الصوم؛ ولكن الله عزوجل ذكر العلة الأساسية وهي التقوى، ولا يحوز على المكلف أن يقبل الأمر التكليفي لعلة أو لحكمة ما؛ لإن هذا ينافي مفهوم الإيمان فالذي يقبل الأمر لعلة صار إيمانه بالعلة فقط لا إيمانه بالله وطاعته له.

في الآية نفسها، إذا نظر القارئ الأريب يجد أن الله العزيز الحكيم لم يقُل(لعلكم تتألمون)، كما لم يقُل(لعلكم تصحون)؛ إنما قال (لعلكم تتقون) مع العلم أن الصوم العبادة الوحيدة السلبية؛ حيث تنهي عن الطعام والشراب والجماع، أما باقي العبادات فتوصف بالإيجابية، فالغرض من الصوم ليس الكبت والحرمان؛ وإنما تقوى الله فهي ذروة الأمر وسنامه.
  أشير في هذا الصدد إلى الحديث القدسي حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، ففي هذا الحديث يظهر

غرض الصوم جليًا وواضحًا وهو "التقوى"، فعلى الرغم من كون عبادة الصوم عبادة جماعية إلا أنها فردية أكثر منها جماعية؛ فقد يصوم الإنسان أمام الناس، ولكن بينه وبين نفسه ليس بصائم؛ لذلك الصوم عمل خالص لله عزوجل" واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير".
   يتضح خلال هذه الكلمات أننا لا نعيش رمضان من أجل رمضان، ولكن نعيشه من أجل كل زمان؛ حيث يعلمنا الصبر وكبح جماح النفس وهواها" والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون"، ويعلمنا الإحساس بآلام المحرمين من الفقراء والمساكين وكذلك تقوى الله، فلا نعيش شهر رمضان وكأننا لم نتعلم شيئًا، وكأن شيئًا لم يحدث فهو لكل زمان ولا تنحصر التقوى في هذا الشهر الكريم فقط.