رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العيد فى بيت النبوة .. عبادة ونسك ومظهر من مظاهر الفرح وفرصة لصفاء النفوس

بوابة الوفد الإلكترونية

محمد صلاح الدين

فى يوم من أيام المدينة المنورة.. وفى صباح عيد سعيد.. كان البيت النبوى وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد على مرأى وعلم من سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام، حيث كان الجميع يعبر عن فرحته بالعيد ويحرص أن تكون احتفالية برؤية النبى الكريم حباً وشوقاً له عليه الصلاة والسلام.

أما فى داره الشريفة فتحدثنا عن ذلك السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها فتقول: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوله وجه ودخل أبوبكر فانتهرنى وقال: مزمارة الشيطان عند النبى فأقبل عليه رسول الله فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا.

وفيه أن إظهار فى الأعياد من شعار الدين لذلك لما رأى النبى غناء الجاريتين الصغيرتين لم يمنعهما بل أقرهما بل إن النبى لما سمع أبا بكر يريد منعهما قال: «دعهما» وفى رواية أخرى قال: «يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا وقال الرسول «لتعلم اليهود أن فى ديننا فسحة إنى أرسلت بحنيفية سمحة».

العيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من الشعائر المعظمة والنفوس مجبولة على حب الأعياد والسرور بها وقد جاءت سنة النبى بمشروعية عيد الفطر والأضحى فعن أنس رضى الله عنه قال: (قدم النبى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى).

وأوضح رأى العلماء أن إظهار السرور فى الأعياد بما يحصل من بسط النفس وترويح البدن من شعائر الدين.

الفرح واللهو فى العيد لا يبرر ارتكاب المحرمات ولا الإخلال بالواجبات وهذا ما تلمح إليه السيدة عائشة فى قولها: (كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترنى رسول الله وأنا أنظر ومن هديه صلى الله عليه وسلم وأخلاقه.

الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها فإنها مجبولة على المشاعر والعواطف الرقيقة ويحصل ذلك بتلبية رغباتها الفطرية ومطالبها الاعتيادية مادامت مباحة، وقد ضرب النبى أروع الأمثلة فى بيوته الكريمة الزاخرة بمظاهر الإحسان والتودد والوفاء لزوجاته أمهات المؤمنين رضى الله عنهم.

ومن آداب العيد:

الاغتسال والتجمل للعيد وقد نقل ذلك عن عدد من السلف من الصحابة اقتداء بالنبى قال ابن القيم: «وكان رسول الله يلبس لهما أى للعيدين أجمل ثيابه وكان له خلة يلبسها للعيدين والجمعة.

والرجل يخرج على هذه الصفة من التجمل وأما النساء فإنهن إذا خرجن لصلاة العيد وغيرها يخرجن على الصفة التى أذن بها لهن النبى إذا شهدن الصلاة حيث قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات (غير متطيبات)».

وقال ابن حجر: «ويلحق بالطيب ما فى معناه لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحلى الذى يظهر والزينة الفاخرة.

وفى عيد الفطر يشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، حيث ثبت عنه

صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتى المصلى، وحتى يقضى الصلاة فإذا قضى الصلاة قطع التكبير.

قال الحافظ البغوى: «ومن السنة إظهار التكبير ليلتى العيد مقيمين وسفراً، وفى منازلهم ومساجدهم وأسواقهم، وبعد الغزو فى الطريق وبالمصلى، إلى أن يحضر الإمام».

وإذا أراد المسلم الخروج للصلاة فى عيد الفطر فالمستحب له أن يأكل تمرات اقتداء نبينا صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً).

وعن بريدة -رضى الله عنها- قالت: (كان النبى صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته).

ويستحب كذلك الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من آخر لحديث جابر رضى الله عنه قال: (كان النبى إذا كان يوم العيد خالف الطريق).

وصلاة العيد لا أذان لها ولا إقامة فعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال: (صليت مع رسول الله العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة).

وقد تأكد من هدى النبى وحياته حرصه على صلاة العيد فلم يتركها فى عيد من الأعياد منذ شرعت حتى مات عليه الصلاة والسلام ومن تأكدها أنه أمر بها النساء المعذرات فعن أم عطية الأنصارية قالت: (أمرنا رسول الله أن نخرجهن فى الفطر والأضحى: العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعترلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين).

ويستحب للمسلم سماع الخطبة لما فى الاجتماع عليه من الخير والدعاء والذكر ومعرفة أحكام وآداب العيد.

وأخيراً: فإن العيد فى حياة النبى -عبادة ونسك ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته وفرصة عظيمة لصفاء النفوس وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب وهو لا يعنى الانفلات من التكاليف والتحلل من الأخلاق والآداب بل لابد فيه من الانضباط والآداب التى شرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.