بهاء الدين أبوشقة يكتب : عمر بن عبدالعزيز ..يلغي التوريث في بني أُمية
اهتم عمر بن عبدالعزيز بتفعيل الديمقراطية في خلافته، ومن أقواله «إن المشورة والمناظرة باب رحمة ومفتاح بركة لا يضل معهما رأي، ولا يفقد معهما حزم» وقد تبين مبدأ الشوري في أول يوم من خلافته، حيث قال للناس: «أيها الناس، إني قد ابتليت بهذا الأمر من غير رأي كان مني فيه، ولا طلبة له ولا مشورة من المسلمين، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي»، فصاح الناس صيحة واحدة: «قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فول أمرنا باليمن والبركة»، وبذلك خرج «عمر» من مبدأ توريث الولاية الذي تبناه معظم خلفاء بني أمية إلي مبدأ الشوري والانتخاب، ولم يكتف «عمر» باختياره ومبايعة الحاضرين، بل يهمه رأي المسلمين في الأمصار الأخري ومشورتهم، فقال في خطبته الأولي: «وإن من حولكم من الأمصار والمدن إن أطاعوا كما أطعتم، وإن هم أبوا فلست لكم بوال» ثم نزل.
وقد كتب إلي الأمصار الاسلامية فبايعت كلها، وممن كتب لهم يزيد بن المهلب يطلب إليه البيعة بعد أن أوضح له انه في الخلافة ليس براغب، فدعا يزيد الناس إلي البيعة فبايعوا، وبذلك يتضح انه لم يكتف بمشورة من حوله، بل امتد الأمر إلي جميع أمصار المسلمين.
وكان «عمر» يستشير العلماء ويطلب نصحهم في كثير من الأمور، أمثال سالم بن عبدالله، ومحمد بن كعب القطربي، ورجاء بن حيوة، فقال: «إني قد ابتليت بهذا الأمر فأشيروا عليّ»، كما كان يستشير ذوي العقول الراجحة من الرجال، وقد
ومن موقع السلطة- وليس المعارضة- أعلن عمر بن عبدالعزيز أن المال مال الله، وأن الأمة- كل الأمة- مستخلفة عن الله في الأموال.. تقضي بها حاجات أهلها.. والحاكم والمحكوم في المال سواء.. وأن التكافل يشمل الأمة جمعاء، المسلمين منها وغير المسلمين، والرقيق والأحرار، سواء بسواء، وأن الإنفاق يجب أن يكون من الحلال الطيب الذي لم يتدنس بالحرام.. وأن علي الدولة أن تسهر علي رعاية الأسري- في سجون الأعداء- ورعاية أسرهم- كبيرهم وصغيرهم، الذكور والاناث، الأحرار منهم والرقاء.