عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الديمقراطية فى الإسلام.. رد المظالم

بوابة الوفد الإلكترونية

 

بهاء الدين أبوشقة

كان عمر بن عبدالعزير رضى الله عنه، مثلاً حياً لتنفيذ مقولة «إن الله بعث محمداً داعياً ولم يبعثه جابياً، وهو الذى باع كل شىء عندما تولى خلافة المسلمين، وقيل إن ثمنها بلغ ثلاثة وعشرين ألف دينار وتبرع بها للمسلمين، وهذا ما فعله بالنسبة للقطائع التى أقطعه إياها قومه، كما أرجع عمر للرجل المصرى أرضه بحلوان بعد أن عرف أن والده عبدالعزيز قد ظلم المصرى فيها، وحتى الدار التى كان والده عبدالعزيز قد اشتراها من الربيع ابن خارجة الذى كان يتيماً فى حجره، ردها عليه، لعلمه انه لا يجوز اشتراء الولى ممن يلى أمره «3» ثم التفت إلى المال الذى كان يأتيه من جبل الورس باليمن،

فرده إلى بيت مال المسلمين من شدة حاجة أهله الى هذا المال،  كما أمر مولاه مزاحماً برد المال الذى كان يأتيه من البحرين كل عام الى مال الله.

وإذا كان عمر قد بدأ بنفسه فى رد المظالم  فقد ثنى ذلك بأهل بيته وبنى عمومته من الأمويين، فقد رأى أن الأمويين أدخلوا الكثير من مظاهر السلطان التى لم تكن موجودة على عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم أو  خلفائه الراشدين، فأنفقوا الكثير من المال من أجل الظهور بمظاهر العظمة والأبهة أمام رعيتهم، وفوجئ بتلك الثياب الجديدة وقارورات العطر والدهن التى أصبحت له بحجة أن الخليفة الراحل لم يصبها فهى من حقه بصفته الخليفة الجديد، فأمر مولاه  مزاحماً فور تقديم هذه الزينة له ببيعها، وضم ثمنها الى بيت مال المسلمين. «91».

ولقد كانت لعمر سياسة محددة فى رد مظالم بنى أمية، فحين وفد عليه أفراد البيت الأموى عقب انصرافه من دفن سليمان، وسألوه ما عودهم الخلفاء الأمويوين من قبله، أراد عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز أن يردهم عن أبيه، فقال له عمر: «وما تبلغهم؟»، قال:  «أقول: أبى يقرئكم السلام، ويقول لكم: قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يومٍ عظيم»، ثم اتجه الى أبناء البيت الأموى، فجمعهم وطلب اليهم ان يخرجو ما بأيديهم من أموال واقطاعات اخذوها بغير حق، ولم تمض سوى أيام معدودات حتى وجد بنو أمية أنفسهم  مجردين إلا من حقهم الطبيعى المشروع. «3»

وعندما عجز الرجال من بنى أمية عن جعل عمر يخاف أو يلين عن سياسته إزاءهم، لجأوا إلى عمته فاطمة بنت مروان، فلما دخلت عليه عظمها وأكرمها كعادته، وألقى لها وسادة لتجلس عليها، فقالت: «إن قرابتك يشكونك ويذكرونك أنك أخذت منهم خير غيرك»، قال: «وما منعتهم حقاً أو شيئاً كان لهم، ولا أخذت منهم حقاً أو شيئاً كان لهم».