بنو هاشم.. الشجرة الطيبة.. علي زين العابدين

 

 

محمد صلاح الدين

هو على بن الحسين بن على بن أبى طالب وأمه سلافة وهى فارسية ولقبها الفارسى شاه زنانا وهى كلمة فارسية معناها ملكة النساء وهى بنت يزدجرد بن أنوشروان العادل «ملك الفرس».

ولد على زين العابدين سنة ست وثلاثين هجريًا بالمدينة المنورة وتوفى سنة أربع وتسعين عن ثمانى وخمسين سنة، نشأ فى ظل البيت الهاشمى الذى يضم أبويه وجده عليا ومنحه الله روحا صافية وفطرة نقية وعقلًا مضيئاً.

وكان زين فى صحبة أبيه الحسين حين استدعاه أهل الكوفة اليهم ليبايعوه وقد أراد الله أن يحفظه من القتل يوم كربلاء ليحفظ فيه نسل الحسين فكان يومها مريضاً طريح الفراش وكان وقتها فى العشرين من عمره، ولقد رأى على زين العابدين مشهد مصرع أبيه وإخوته وأعمامه وأولاد عمومته فى غارة وحدة وترك ذلك فى نفسه أثرًا لا يمحى فكان دائم الحزن كثير البكاء.

كان على زين العابدين كريمًا سخيًا وكان كثير الصدقة وكان يقول إن الصدقة تقع فى يد الله قبل أن تقع فى يد السائل وكان يلقب «بزين العابدين» و«السجاد لكثرة عبادته وطول سجوده وكان حليمًا صبورًا فنرى ذلك فى صبره على بلائه الشديد، وأيضًا قد أكسبه الله التواضع ونستشهد بذلك لما

كان هشام بن عبد الملك بن مروان يحج فى حياة أبيه وبينما كان يطوف بالبيت العتيق لم يقدر على استلام الحجر لكثرة الزحام، فأقبل على زين العابدين وكان من أجمل الناس وجهاً وأطيبهم رائحة فطاف البيت ولما انتهى إلى الحجر الأسود عرفه الناس.

وكان يكتب كثيرًا وقد ألف «رسالة الحقوق» وهى رسالة نفيسة تبين كثيرًا من الحقوق وأيضًا من مؤلفاته كثير من الأدعية فكان كثير الدعاء والتضرع، ولقد كان زين العابدين حقيقة كما لقبه الناس من كثرة محامده وصفاته وورعه.

وتوفى على زين العابدين سنة 94 هـ عن عمر ثمانٍ وخمسين سنة فى المدينة المنورة ودفن بالبقيع وقال ابن كثير مات فى هذه السنة على ابن الحسين، سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبوبكر بن عبد الرحمن ولذلك قال لها «سنة العلماء».