رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عزيزى الإنسان.. ألا يُعدُّ ذبح الحيوانات منافيًا للرحمة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 


د. محمد داود

الله خلق هذا الكون وخلق كل شىء فيه بحكمة وبأسلوب موزون وبقدر، ولكن أصحاب الفكر المادى يقفون عند المادة وشكل الحياة فقط، وهم فى غفلة عن الفكر الإيمانى ومنبع الفكر الإيمانى وهو الخالق، وحكمة البارئ الخالق الحكيم فى الذبح يوضحها العلم الحديث، وأنها أفضل من الطرق التى يستعملها الغرب، ويظهر ذلك فى الآتى:

إن طريقة الذبح فى الإسلام تمتاز باجتذابها كل دم الذبيحة من أنسجة الحيوان وعروقه، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن عدد البكتيريا فى اللحم الـمُصَنَّع الذى ذُبحت حيواناته بالطريقة الإسلامية دون تخدير أو صعق كهربائى يصل فى الجرام الواحد منه إلى سبعة آلاف، بينما عدد البكتيريا فى اللحم المأخوذ من حيوانات مصعوقة تصل إلى عشرين مليونًا فى الجرام الواحد؛ وذلك لأن الصعق يؤدى إلى موت نسبة عالية من الحيوانات قبل ذبحها، بالإضافة إلى أن التدويخ أو استعمال المسدس وهى طرق مستحدثة لتكون بديلًا عن الذبح ينجم عنها احتقان جزء كبير من الدم فى الذبيحة، وهذا ضار بصحة الإنسان.

إن طريقة الذبح الإسلامى بقطع عنق الحيوان بسكين حادٍّ أرحم من عمليات الصعق أو الوقذ؛ وذلك لأنه بمجرد انقطاع تدفق الدم إلى المخ؛ فإن الحيوان لا يشعر بأية آلام على الإطلاق؛ إذ يغيب الحيوان عن الوعى فى جزء من الثانية ويُصفَّى دمه فى نحو دقيقتين، فى حين أن الطرق الأخرى فيها من تعذيب الحيوان ما لا يمكن أن يُوصف بكلمات، ومن ثَمَّ لم نجد تشريعًا كان أرفق وأرحم بالحيوان من تشريع الإسلام؛ سواء فى حياة الحيوان أو عند ذبحه.

وأما إن كان السؤال المطروح يا عزيزى... بخصوص قتل الحيوان عامة باختلاف طرق قتله، فيجب أن نعلم أن الخالق الحكيم خلق الحياة وجعل لها نظامًا فى الموت والحياة، وأخبر القرآن الكريم أن هذه المخلوقات أمم أمثالنا، لكل منها نظامه، والموت نهاية لكلِّ حى ومعنى الموت نزع الروح من الجسد ولا يضر هنا كيف نُزعت، وبعد أن تنزع الروح من الجسد فمن العقل أن يستفاد من

هذا الجسد المادى، فكان من نعمة الله أن جعل بطنى وبطنك هى القبر المناسب لهذا السمك وهذا الدجاج وهذا الغذاء.

هناك علاقة تكاملية لإحداث التوازن فى الكون (هذا من حكمة الخالق) بين الكائنات؛ فمثلًا أنا أخرج الفضلات بعد الطعام والشراب فأضعها تحت شجرة برتقال، أو مانجو، أو تفاح، أو عنب... إلخ، فتمتص جذور هذه الأشجار تلك الفضلات بما أوضع الله فى النبات من نظام يعمل على ذلك, ثم تتحول هذه الفضلات التى يتأذى منها الإنسان عبر النبات إلى ثمرة تشتهيها النفس؛ فانظر كيف يحدث الخالق هذا التوازن بين الكائنات؟!!

وهنا نطرح سؤالًا على من ينادى بأكل النباتات وترك الحيوانات دون ذبح: كيف سيتوافر لنا أكل النباتات وهناك حقيقة علمية خاصة بأمر التوازن البيئى.. هى أن عدم قتل الحيوانات يؤدى إلى وفرتها، وهو ما يؤدى إلى قضائهم على النباتات كلها؛ ومن ثم موتهم لعدم وجود ما يأكلونه، فلا يتبقى للإنسان نبات ولا حيوان؛ ومن ثم موته أيضًا؛ لهذا سمى هذا بالتوازن البيئى الذى لا يجب على الإنسان التدخل فيه.

كما أن الإنسان والحيوان يخرجان ثانى أكسيد الكربون، فيستفيد منه النبات، وهو يخرج الأكسجين الذى نستفيد منه، وهذا هو التوازن، فأنا فضلاتى يستفيد منها النبات ويخرجها ثمارًا أستفيد أنا بها.

وكل تدخل من الإنسان فى خلخلة هذا التوازن البيئى يعود بالضرر عليه.