رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القارئ الطبيب هشام زيدان: المدارس القديمة فى عالم التلاوة هى قِبلة كل القراء

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار: صابر رمضان

 

يتجدد الحديث مع القارئ الطبيب الشاب هشام زيدان الذى يشغل مساحة كبرى فى قلوب محبيه وعشاق صوته، إضافة إلى أخلاقه التى يتحلى بها، هناك فى مدينة طنطا وفى رحاب ساحة شيخ العرب، كما يطلق الناس هذا اللقب على القطب الكبير «السيد البدوى»، نشأ «زيدان» محباً للقرآن ليتعلم على يد مشايخه فى قلب المسجد الأحمدى، لينطلق عبر سنواته الأولى، ويذيع صوته بسرعة البرق، قارئاً ومبتهلاً أيضاً، إلا أنه يعشق التلاوة، وهو ما يشغل فكره دوماً، حتى أنه شق طريقه ليجلس على تخت أو دكة التلاوة التى جلس عليها كبار قراء مدينة طنطا بوسط الدلتا، أمثال الشيخ الحصرى والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ النقشبندى.

 

«زيدان» يرى نفسه امتداداً لقارئ مصر المرحوم الشيخ «عبدالباسط عبدالصمد» لكنه يعتز أيضاً بطريقته الخاصة فى عالم التلاوة، «الوفد» ذهبت إليه فى مسقط رأسه لتتعرف على آرائه فى هذا العالم الملىء بنفحات المولى عز وجل، فمن أحسن ولا أفضل من حفظة كتاب الله.. فإلى نص الحوار.

< فى="" البداية..="" كل="" قارئ="" يعتبر="" نفسه="" امتداداً="" لأحد="" عباقرة="" التلاوة="" من="" الزمن="" الجميل،="" فمن="" تعتبر="" نفسك="" امتداداً="">

- المدارس القديمة هى قِبلة كل القراء عبر كل الأجيال وكل العصور، فالخمسة الكبار هم مدارس جميلة وكل مدرسة لها مذاقها الخاص ولها جمهورها، لكننى أميل بشخصى فى تلاوتى إلى القارئ الكبير علم التلاوة فضيلة الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد، يرحمه الله، فهو صوت يصل إلى القلب صوت ثاقب، ويكفى أن هناك أناساً دخلوا الإسلام على غير العربية، أعاجم، لمجرد سماع هذا الصوت الخاشع، فهو صوت جميل يجسد آيات ومعانى القرآن الكريم، ولذلك اتخذته طريقاً لى فى التلاوة، وبالطبع أيضاً فإن لى طريقتى الخاصة فى التلاوة.

< بعض="" القراء="" فى="" العصر="" الحالى="" تم="" منحهم="" درجة="" الدكتوراة="" الفخرية="" من="" بلدان="" عديدة..="" فما="">

- هذا التكريم من الدول التى تسافر إليها بعض القراء، تكريم للقرآن وأهله، بمنح هؤلاء القراء الدكتوراة الفخرية وهى شرفية وليست درجة علمية لكنها للتكريم، لكن بعض القراء يتخذونها كلقب، وماركة تجارية يسوّقون بها أنفسهم فى مجال العمل أو ممارسة تلاوة القرآن كقراء فى السرادقات وغيرها من الليالى القرآنية، وقد رأينا المشايخ الخمسة الكبار ومن بعدهم كثير منهم حصلوا على هذه الشهادات، ولم يطلق على نفسه لقب الدكتور، فليس هناك أعظم ولا أشرف من لقب الشيخ أو القارئ، فهذا أفضل تكريم لأهل القرآن.

< أيضاً="" هناك="" البعض="" يستخدمون="" ألقاباً="" كثيرة="" تسبق="" أسماءهم..="" فما="" رأيك،="" وهل="" هذه="" الألقاب="" تلعب="" دوراً="" فى="" ارتفاع="" أجر="">

- كلمة القارئ أو الشيخ تكفى فقط، وأرفض الألقاب فلا أحب من يطلقون على أنفسهم ملك النغم أو قارئ المدرسة أو أمير أو طبيب القلوب، لأن كل هذه مسميات ليس لها أهمية لأن بعض القراء يتخذونها كهدف تجارى أو تسويقى فى عملهم من أجل الشهرة بين الناس، أما جيل العظماء من كبار القراء فكانوا لا يطلقون على أنفسهم أية ألقاب، وهم أولى بها، ولكن كانوا يرفضون ذلك، ولذا لا أعترف مطلقاً بهذه الألقاب؟

< المقامات="" الموسيقية="" هل="" لها="" تأثير="" عند="" القارئ="" وينبغى="">

- بالتأكيد، فالمقامات الموسيقية مهمة للقارئ ولابد من تعلمها، وحتى المستمع العادى، من الضرورى أن يكون لديه فكرة عن دراسة علم النغم أو علم الموسيقى أو المقامات، فكل الهدف منها هو إبراز معنى القرآن الكريم، وإبراز معنى الآيات، فلابد للقارئ أن يكون لديه من الثقافة فى استخدامه لصوته وكيف يقرأ المقام الذى يتفق مع الآية الكريمة، أو يبرزها، لأن القرآن وهو كلام الله عز وجل منغم بذاته ومنغم بطبيعته ولكن ليس هناك مشكلة أن القارئ أو الإنسان العادى الذى يرتل القرآن يجمل صوته فى القرآن، لأن هذه وصية النبى صلى الله عليه وسلم كما قال: «زينوا أصواتكم بالقرآن، وزينوا القرآن بأصواتكم» وفى حديث آخر: «من لم يتغن بالقرآن فليس منا» وكيف كان النبى صلى الله عليه وسلم يحب أن ينصت للقرآن الكريم من غيره، فكان دائماً صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرأ علىّ يا ابن مسعود»، وقال لسيدنا أبى موسى الأشعرى: «لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود» وكان النبى صلى الله عليه وسلم يوزع الأدوار فى الصوت، فكان معروفاً إذا كان ابن مسعود يقرأ أو أبوموسى الأشعرى، لكن النبى لا يجعلهما يؤذنان وكان يطلب من بلال رضى الله عنه أن يؤذن، لأنه كان يمتلك صوتاً قوياً به ضخامة، ولذلك كان يطلب

منه الأذان لأنه أندى صوتاً.

< هل="" هناك="" فرق="" بين="" الابتهال="" وقراءة="">

- ليس هناك فرق بدليل أن كبار القراء ومبتهلى الإذاعة المصرية من زمن التلاوة الجميل أمثال سيدنا الشيخ النقشبندى ومحمد عمران ومحمد الطوخى وطه الفشنى رائد الإنشاد الدينى رحمهم الله جميعاً كانوا قراء وفى الوقت نفسه كانوا مبتهلين.

< إذن="" كل="" قارئ="" من="" الممكن="" أن="">

- نعم.. كل قارئ فى إمكانه أن يبتهل والمفترض أنه أيضاً ضمن اختبارات الإذاعة المصرية أن كل مبتهل يقرأ القرآن، لأن المدائح والقصائد تخضع لأحكام التلاوة، وكلما كان المبتهل مطبقاً لأحكام التلاوة كان أفضل، لكن إذا خرج عن الأحكام فليس هناك ثمة مشكلة.

< وما="" رأيك="" فى="" القراء="" والمبتهلين="" الموجودين="" على="" الساحة="" القرآنية="">

- فى الحقيقة أنا أنتهج نهج رسول الله وأردد حديثه: «الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة» فكل زمن فيه الجميل والقبيح، وكما رأينا فى الماضى عباقرة فن التلاوة، فهناك قراء من الشباب أيضاً يجيدون تلاوة كتاب الله، ويعملون بأحكامه ويطبقون آياته، ولهم بصمة وجمهور كبير من المستمعين ولن يخلو عصر ممن يجدد ويحيى تراث العباقرة أو يصنع بصمة خاصة به.

< إذن="" ما="" شروط="" القارئ="" الناجح="" فى="">

- لابد أولاً أن يمتلك الصوت الحسن وتكون لديه الموهبة، بالإضافة إلى دراسة المقامات الموسيقية فهى شرط من شروط الالتحاق بالإذاعة، فالصوت كالقماشة يمكن صناعتها بطرق مختلفة ومتنوعة، ولابد للقارئ أن يتشرب من المدارس القديمة والحديثة، وأن يطور من ذاته وتلاوته.

< وما="" أهم="" شىء="" يحتاجه="" قارئ="">

- لابد من الاهتمام بقراء القرآن وتسليط الضوء عليهم والتنقيب عنهم فى ربوع مصر فلدينا كنوز قرآنية تحتاج إبرازها وإظهارها للناس، ولابد من تسويق القراء إعلامياً فى التليفزيون والإذاعة وغيرهما من وسائل الإعلام، فقراء القرآن فى مصر هم الأعلى إتقاناً فى العالم.

< الكتاتيب..="" تكاد="" تكون="" اندثرت="" بسبب="" التقنيات="" الحديثة،="" فهل="" ترى="" أنه="" من="" الممكن="" عودتها="" من="">

- على العكس.. نحن نحتاج الكتاتيب، فقد تعلمنا بها القرآن على يد أفاضل من مشايخنا حفظة القرآن المجيدين لكتاب الله، بل إننى كقارئ للقرآن أزعم وأؤكد أن الكتاتيب هى الرافد الأول لصناعة القارئ، ليكون متقناً لأحكام التلاوة، وللأسف ركزنا فى الوقت الراهن على تعلم القرآن داخل «الحضانات» و«المدارس»، بل ربما يكون من يعلم القرآن هو نفسه يحتاج إلى تعليم لأنه لم يتعلم القرآن على يد متخصصين من أهل العلم بكتاب الله، وأتمنى أن نرى المزيد من الكتاتيب البيت الأول الذى نشأ فيه حفظة كتاب الله.

< أخيراً..="" ما="" الذى="" يطمح="" فيه="" القارئ="" الطبيب="" هشام="">

- أتمنى أن تتحقق الريادة دائماً لمصر فى عالم التلاوة، وأن يكون الحفظة على درجة كبيرة من الإتقان، لنرى جيلاً يصنع مجداً كما صنعه الكبار من مشايخنا وعلمائنا فى هذا المجال الخصب، فأعظم شىء فى الوجود هو حفظ كتاب الله، فالله قد اختص عباداً ليكونوا حملة لكتابه فى صدورهم، وليظلوا نبراساً يضىء لغيرهم فى عالم التلاوة.