من أجمل ما قرأت.. رجال تحدث عنهم القرآن (ثعلبة بن حاطب)

منتصر الداروتى

(ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً فى قلوبهما إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون).

ذهب ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له يارسول الله ادع الله أن يرزقنى مالاً فقال له الرسول (ويحك يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه) فقال الرجل يا رسول الله لئن دعوت الله فرزقنى مالاً لأعطين كل ذى حق حقه فقال الرسول اللهم ارزق ثعلبة مالاً.... وزاد مال ثعلبة وبدأ لا يدرك الصلاة مع الرسول ثم نمت غنمه وزاد ماله وكثر حتى ترك الجماعة كلها إلا صلاة الجمعة.. وأيضاً انقطعت علاقتة بجماعة المسلمين.. وذات يوم سأل الرسول عنه وعلم بما طرأ على أحواله من تغير، فقال عليه الصلاة والسلام (يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة... هلك ثعلبة).

وفرضت الصدقة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وتم تكليف اثنين من المسلمين بالمرور على الناس لجمع الزكاة.. وذهبا إلى ثعلبة وقال لهم: ما هذا إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية

ورفض دفعها وهنا نزلت الآية الكريمة الموضحة أعلاه.. وعلم الناس بنزول هذه الآية فى ثعلبة وقاموا بإخبار ثعلبة بها فخرج مسرعاً إلى الرسول وطلب منه أن يقبل منه الصدقة فقال له الرسول (إن الله منعنى أن أقبل منك صدقتك) يا ثعلبة هذا عملك وقد أمرتك فلم تطعنى.

وبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وتولى أبوبكر الصديق الخلافة أسرع إليه ثعلبة عارضاً عليه أن يقبل صدقته فرفض أبوبكر أن يقبلها منه وقال له لقد رفض الرسول بأمر الله أن يقبلها منك وما كنت لأقبل أمراً رفضه رسول الله.

وهكذا كان الحال مع عمر بن الخطاب وذي النورين عثمان بن عفان رضى الله عنهما وهلك ثعلبة فى خلافة عثمان وما قبلت صدقته.

وهكذا صار ثعلبة نموذجاً لمن أهلكه نفاقه وشحه.