على بن أبى طالب ابن عم النبي

 

محمد صلاح الدين

هو على بن أبى طالب بن عبدالمطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وهو هاشمى لأبويه، وقد سمته أمه حيدرة، ثم غيره أبوه فسماه عليَّ وبه عرف، ولد على فى يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بالكعبة المكرمة وهو أول مولود وآخر مولود يولد بها.

نشأ على وهو طفل فى حجر الرسول وتخلق بأخلاقه، وأحبه الرسول حبا شديدًا، ولما بلغ عشر سنين نزل الوحى وبعث الرسول، فكان علي أول من آمن به من الصبيان، وأقام على مع النبى فى مكة ثلاث عشرة سنة وفداه يوم الهجرة وكان معه فى المدينة ابنًا وأخًا حتى تزوج بسيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله، وعاش الإمام على بعد رسول الله نحو ثلاثين سنة ومات وعمره ثلاثة وستون سنة ولم يتزوج الإمام على فاطمة حتى توفيت، فتزوج بعدها عدة نساء لأنه كان يريد نسلاً كثيرًا يؤيد بيت النبوة.

وكانت حياة الامام على كرم الله وجهه مزدحمة كلها بالأحداث؛ فى عهد رسول الله ناضل المشركين واليهود فكان فارسًا شجاعًا، ولقد خصه الله بمزايا كثيرة فكان أول من آمن من الصبيان، وكان أول من صلى مع رسول الله، وقد وصفه النبى بأنه منه بمنزلة هارون من موسى فعن سعد بن أبى وقاص أن النبى قال لعلي: «أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى».

عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

رضى الله عنه أنه أراد رجم المرأة التى ولدت لستة أشهر فقال له علىّ إن الله تعالى يقول «وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا» ويقول «وفصاله فى عامين» فالحمل ستة أشهر والفصال فى عامين فترك عمر رجمها وقال لولا على لهلك عمر.

وكان من العشرة المبشرين بالجنة وهم: أبو بكر الصديق - عمر بن الخطاب - عثمان بن عفان - على بن أبى طالب - عبدالرحمن بن عوف - الزبير بن العوام - طلحة بن عبيدالله - سعد بن أبى وقاص - سعد بن زيد - أبو عبيرة الجراحة رضى الله عنهم جميعًا.

وكان الإمام على قاضيًا بارعًا، ومن كراماته رضى الله عنه أنه أخبر عن نفسه أنه يقتل، وقد استشهد عليّ كرم الله وجهه على أثر ضربة بسيف مسموم قيل ليلة الجمعة من آخر عشر برمضان سنة 40 هجرية على يد عبدالرحمن بن ملجم فى الكوفة ودفن هناك رضى الله عنه وأرضاه.