رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات من تاريخ الظلم.. الانتقام من الموتى

بوابة الوفد الإلكترونية

 

مصطفى عبيد

مع اشتداد العسف وتوسع الفرقة والحروب بين أبناء دولة بنى أمية نشطت دعوة العباسيين فى خراسان على يد أحد قادتهم الأكفاء وهو أبو مسلم الخراسانى، والذى نجح فى حشد المناصرين والمعتضدين حتى اكتملت الدعوة وولدت الدولة . وفى سنة 132 هجرية، بويع أبو العباس السفاح بالخلافة.

كانت الدولة الوليدة ترفع شعار إصلاح الدين والدنيا ورد الأمر إلى أهل بيت رسول الله، وكانوا يأخذون البيعة من الناس تحت لافتة تحقيق العدل وتصحيح الأحوال بعد أن أفسدها ظلم وجور بنى أمية .

ونجح العباسيون فى توطيد ملكهم وإلحاق هزائم متتالية بالأمويين خاصة مع مساندة الناس شرقاً وغرباً ورغبتهم فى الخلاص من عسف ولاة الدولة الجائرين، وانتصرت الدولة الوليدة على مروان بن محمد آخر خلفاء بنى أمية ففر منهم إلى الشام، فاستكملوا مطاردته حتى هرب إلى مصر وظفروا به فى مدينة بوصير فقتلوه شر قتلة، وقيل إنهم وضعوا جثته فى بطن حمار ثُم خيطوه عليه إمعاناً فى التحقير .

وانطلق قادة السفاح فى الأمصار طلباً لدم أى أموى فقتل سليمان بن على عددا كبيرا منهم فى البصرة، وأمر بجر جُثثهم بخيوله، وفعل مثله داوود بن على فى مكة والمدينة

وبث عبد الله بن على رجاله فى الشام لضبط أى أموى فى أى مكان ليُقتل فى الحال، حتى لو كان طفلاً، وألقى جثثا لا حصر لها فى النهر حتى ذكر المؤرخون أن لونه صار أحمر من كثرة الدماء.

المُهم أن أقسى وأشنع فعل فعله رجال الدولة الجديدة كان نبش قبور بنى أمية وإخراج الجثث منها . فى دمشق

عمد رجال عبد الله بن على إلى قبر معاوية بن أبى سفيان فنبشوه، ولم يجدوا فيه سوى خيط طويل أسود اللون، وكان قد مر على وفاته أكثر من نصف قرن. ثُم نبشوا قبر يزيد بن معاوية ووجدوا فيه حطاما كأنه رماد، ثُم نبشوا قبر عبد الملك بن مروان فلم يجدوا سوى جمجمته. وظلوا يفتحون قبرا خلف آخر لينثروا بقايا الجثث تشفياً وانتقاماً من أموات حتى وجدوا جثمان هشام بن عبد الملك صحيحًا لم يُبل بعد، فصلبوه أمام الناس وضربوه بالسياط ثُم أحرقوه وتركوه حتى أطارت الريح رماده.

لم يكُن هذا الفعل يُنبئ بدولة إسلامية جديدة تقوم على العدل، وتُصحح مفاسد دولة بنى أمية، فالقسوة كانت عنوان العباسيين، والغدر كان طبعاً من طبائعهم . وإذا كان الأمويون قد ساموا الناس عسفاً وجوراً، إلا باستثناء عهود قليلة كان أبرزها عهد عمر بن عبد العزيز، فإن بنى عباس أكدوا من الأيام الأولى أنهم أشرس وأعنف وأكثر دموية.

فلا رحم الله  طغاة وقتلة تسيدوا قروناً باسم الإسلام وهو منهم بريء.

 

 

[email protected]