رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الإنسان.. هل الدين صناعة بشرية؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

د. محمد داوود

عزيزى... أصحاب الديانات السماوية والتى كان آخرها الإسلام يؤمنون بأنه تَعَاقَبَ على الأرض مَنْ لا حصر لهم من الأنبياء والرسل، فما من قوم أو أمة إلا وأرسل الله لها نبيًّا أو أكثر، بداية من آدم  وحتى خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد ، واجتمعت الرسالات السماوية على عبادة الله وحده، فكان قوله تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) «الأعراف».. هو دعوة كل نبى لقومه.

ومنها قوله تعالى: (قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) «البقرة»، وقوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) «النحل»، وقال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) «فاطر».

نعم.. لقد كان هؤلاء الأنبياء والرسل بمختلف البلدان والعصور يحملون الرسالة نفسها، وهى الدعوة إلى توحيد الله وعبادته، مع اختلاف بعض التفاصيل المتعلقة بالأحكام

الشرعية، التى كانت تتغير حسب الزمان والمكان، وحسب تطور المجتمعات.

لذلك فإن الكثير من القصص والأفكار التى ترددت فى العصور القديمة، مثل ملحمة جلجامش مثلًا، أو قصة الطوفان، وغيرها... مما ترد فى ثقافات معظم أمم الأرض، سبق ذكرها فى بعض الرسالات والكتب السماوية حتمًا...

فالثقافات القديمة وما جاء فيها من قصص وأحداث وأفكار وتشريعات، هى المأخوذة عن رسالات سماوية أقدم، ولو بشكل محرَّف، وليس العكس.

ومما يدعم صحة هذا القول.. أنك لا تكاد تجد مجتمعًا إنسانيًّا، مهما كان بدائيًّا أو معزولًا... حتى فى أدغال الأمازون المجهولة، إلا ويؤمن بالكثير من الأفكار التى نجدها فى الأديان السماوية، حتى وإن كانت قد حرِّفت بفعل تقادم الزمن...

الأمر الذى يؤكد وحدة أصل البشر: «أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ» (رواه أبو داود والترمذى)، وأنهم جميعًا قد تلقوا رسالات سماوية تحمل مضامين متشابهة.