عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آثار لها تاريخ ..سبيل قايتباى بالقاهرة

بوابة الوفد الإلكترونية

نور إبراهيم

يعد السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباى المحمودى من أكثر السلاطين الذين بنيت فى عهدهم مبانى عديدة مميزة، لأنه كان مغرمًا بإقامة العمائر، خاصًة الخيرية منها، حيث بنى فى القاهرة أكثر من اثني عشر سبيلا اندثر العديد منها، ومن أهم المبانى التى كان لها صدى فى فترة حكمه (وكالة قايتباي، مدرسة قايتباي، باب النصر، السروجية، قبة قايتباى) وأهمها سبيل قايتباى القائم حاليًا بشارع شيخون المتفرع من ميدان صلاح الدين بالقلعة.

أنشأه السلطان المملوكى الأشرف أبو النصر قايتباى سنة 884 هجرية، كان في البداية سبيلا مستقلا بذاته مخصصًا لتسبيل مياه الشرب فقط، وبعد ذلك أصبح يعلوه كتاب لتعليم الأطفال، ثم ألحق به رواق به مطبخ ومراحيض، وحوضًا للوضوء، كما كان يعلو الرواق طابق ثانٍ مخصص لسكن المزملاتى المقيم بالسبيل والمسئول عن المياه.

يتميز هذا السبيل عن باقى الأسبلة باحتوائه على بابين، واحد منهم بالواجهة الشرقية وهو من الأبواب التذكارية، نُحت عليه نص بالخط المملوكى: «أمر بانشاء هذا السّبيل المبارك السعيد من فضل الله تعالى وجزيل عطائه مولانا المقام الشريف السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قايتباى بتاريخ شهر ذى الحجة سنة أربع وثمانين وثمانمائة»، والباب الثانى باب عادى وموجود بالواجهة الجنوبية.

أما عن سقف حجرة التسبيل الموجود بها المياه فهو من الخشب، ونُحتت عليه كتابة تسجيلية بخط الثلث المملوكى الأرز تقرأ «بسُم الله الرحمن الرحيم/وسقاهم ربّهم شرابًا طهورًا/ أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك سيدنا/ ومولانا المقام الشريف المجاهد المرابط/ المثاغر

المؤيد المنصور سيدنا/ ومولانا السّلطان/الملك الأشرف أبو النصر قايتباى أعز الله أنصاره/ بتاريخ شهر شعبان المُكَرّم سنة أحد وثمانين وثمانماية».

وقد نصت حجة الوقف الخاصة بالسبيل على تخصيص مزملاتى واحد لهذا السبيل يتقاضى مرتبا قدره 600 درهم فى الشهر وجراية قدرها رطلان من الخبز يوميًا، وكان على المزملاتى أن يقوم بتسبيل ماء الشرب طول النهار، وفى شهر رمضان من وقت الغروب إلى صلاة التراويح، وأن يقوم بتنظيف الأوانى وغسل الأزيار وتجفيف أرض السبيل وإضاءة مصابيحه، وكان يُصرف له سنويًا مبلغ من المال لشراء الزيت، وأزيار وأوانى الشرب، وسفنج لتجفيف الأرض، وبخور لتبخير وتطهير أوانى الشرب.

ازدهرت الحياة الفنية فى عصر السلطان الأشرف وظهر ذلك فى البنايات الفخمة التى بنيت فى فترة حكمه فى عام 1468م، التى بدأت بمجيئه إلى مصر مع تاجر الرقيق محمود رستم، ثم اشتراه السلطان برسباى، ثم السلطان جقمق الذى أعتقه، وظل يترقى إلى أن أصبح سلطان ولقب بالملك الأشرف وتوفى عام 1496 ميلادية.