رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزي الإنسان ..هل يمكن أن تنشأ الأخلاق، وتوجد منظومة أخلاقية داخل مجتمع إلحادى؟!

بوابة الوفد الإلكترونية

د. محمد داود

إن الأخلاق فى اعتقاد الملحد نابعة من منظوره المادى النفعى.

ـ يقول لينين: «إن الأخلاق خدعة ميتافيزيقية.. خدعة البرجوازية»، وفى البيان الشيوعى: «العمال يرفضون الأخلاق».

ـ ولأن الملحد آخر منتهى نظرته وأمله وطموحه هذه الحياة المادية؛ حيث إنه لا يؤمن بإله ولا ببعث ولا جنة ولا نار... إلخ، فهو يطلب المتعة فى هذه الحياة بكل سبيل دون اعتبار لقيمة أخلاقية دينية، يقول جون لوك: «إذا كان أمل الإنسان قاصرًا على هذا العالم، وإذا كنا نستمتع بالحياة هنا فى هذه الدنيا فحسب، فليس غريبًا ولا مجافيًا للمنطق أن نبحث عن السعادة ولو على حساب الأبناء والآباء»؟!!!

وهنا سؤال مستحق:

ما هو موقع الضعفاء (المعاق المريض... إلخ) فى الميزان المادى للأخلاق عند الملحد؟

والجواب: لأن الملحد يؤمن بالانتخاب الطبيعى وأن البقاء للأقوى، وميزانه المادى للأخلاق؛ فهو يتخلص من الضعفاء فى المجتمع (المعاق المريض الفقراء)، ويراهم عبئًا على المجتمع.

بينما نظرة الإيمان تقوم على التعاطف مع الفقراء، فرعايتهم تكليف إيمانى، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ فِى أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)) [المعارج]، وقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)) «التوبة»، وقال _: «هَلْ تُنْصَرُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ بِدَعْوَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ» (رواه البيهقى فى الكبرى، وأبو نعيم فى الحلية).. فالزكاة والصدقة تقوم بالضعفاء.

وهنا سؤال محورى:

ماذا عن المرأة فى مجتمع الملحدين وأخلاقهم؟! وماذا عن الزواج تحديدًا؟!

الجواب: من داخل المجتمع والفكر الإلحادى يقول (سيمون دى بوفوار): «إن الزواج وتكوين أسرةخديعة كبرى» وتباح الممارسات الجنسية دون زواج، وبحرية

غير منضبطة، وبلا حدود، حتى مع المحارم!!!

إذن ما الذى يقدمه المجتمع الإلحادى إلا: (التفكك الأسرى، هروب الآباء، غلبة النظرة المادية النفعية بين الآباء والأبناء)؟

وما الفرق بين الإنسان والحيوان فى المنظور الأخلاقى عند الملحد؟!

والجواب: لا فرق، لقد انتكس الملحد من مستوى التكريم الذى منحه الخالق للإنسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آَدَمَ) إلى مستوى الحيوان.

وهكذا نرى بوضوح أن الأخلاق عند الملحد تتناقض مع الانتخاب الطبيعى والبقاء للأصلح والأقوى، ومن هنا بُرِّرت الحروب، وحملات التطهير العرقى فى المجتمعات الإلحادية.

ولما كان الإلحاد فلسفة تتبنى فكرة الصراع من أجل البقاء، فقد ظهرت لها تطبيقات فى إباحة القتل الجماعى فى القرن العشرين فى أوربا.

ومن أصدائها فى المعاصر أننا نسمع عن: رصاصة الرحمة، القتل الرحيم فى الطب للتخلص من المرضى الذين لا يُرجى شفاؤهم، والتخلص من الفقراء والمساكين والمعاقين، ونظرية الخمس الثرى؛ حيث ترى القوى المتحكمة فى العالم أن خمس العالم هو من يستحق الحياة؛ لأنه الذى يملك الثروة والعلم والسلطة، ويحق لهم التخلص أو التخفف من الأربعة أخماس الباقية من سكان الكوكب الأرضى.