رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هدفنا تخريج أئمة قادرين على مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار- صابر رمضان:

 

دعا الدكتور مرزوق أولاد عبدالله رئيس جامعة أمستردام بهولندا إمام وخطيب المسجد الكبير هناك، إلى قراءة النصوص الدينية بشكل سليم وصحيح، وعدم اجتزاء النصوص من سياقها لخدمة أغراض معينة، كما دعا الأئمة في الدول الغربية والأوروبية إلى تقوية معارفهم ومهاراتهم واستثمار دورهم ومكانتهم فى التعريف بالإسلام حتى يتسنى تصحيح صورة الإسلام فى هذه المجتمعات وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين.

وأكد «أولاد عبدالله» أن الوضع فى هولندا صار أفضل من ذي قبل وأن الوجود الإسلامي صار متجذراً فيها وحقيقة واقعة حتى أصبح المسلمون مواطنين معترفاً بهم لهم حقوق وعليهم واجبات بالرغم من التحديات التى تواجههم فى دول أوروبا.. «الوفد» التقته فكان هذا الحوار:

< كيف="" يستقبل="" مسلمو="" هولندا="" شهر="" رمضان="">

- هولندا كأي بلد أوروبي به مسلمون يستعدون لإحياء شعر رمضان في البيوت والمساجد لأداء الصلاة ويصومونه نهاراً ويقيمونه ليلاً، وفى نهار رمضان يقيم المسلمون الندوات والمحاضرات بالمساجد ويتسابق المقرئون والمشايخ في تجويد القرآن الكريم، حيث يلتف حولهم المصلون ليستمعوا إلى آيات الله، كما يكون هناك تواصل بين مؤسسات المساجد مع بلدانهم الأصلية، لإرسال بعثات علمية ومقرئين من كل دولة لإحياء ليالى الشهر، كما تقام موائد الإفطار فى جميع المساجد، وقد تشارك فى تنظيم هذه الموائد المؤسسات الحكومية والمدنية، كما تقيم بعض الكنائس حفلات إفطار جماعي للمسلمين داخل الكنيسة، وهذه الموائد الهدف منها دعم التكافل والاندماج، والأمن والاحترام بين العقائد وترسيخ مفهوم الإنسانية والعيش المشترك.

< هل="" يمكن="" إعطاؤنا="" نبذة="" عن="" جامعة="" أمستردام="" الهولندية="" بصفتك="" أستاذاً="">

- هى جامعة خلفيتها مسيحية، بها قسم تدرس فيه العلوم الإسلامية، والعناية الروحية الإسلامية، وتخريج الأئمة، وهي تنقل صورة مضيئة عن الإسلام وتتخذ منهجاً علمياً لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، كما تسهم فى حوار الأديان، ومناقشة قضايا المجتمع الإسلامي عن طريق المشاركات العلمية والمؤتمرات والإصدارات والكتابات.

< ماذا="" عن="" بداية="" وصول="" الجالية="" الإسلامية="" إلى="">

- تعد السنوات التالية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هى بداية وصول المسلمين إلى هولندا، حيث اتبعت الدولة سياسة جلب العمال من بلاد المغرب العربي للمساهمة فى إعادة إصلاح البنية التحتية التى تضررت ودمرت أثناء الحرب، وكانت المغرب من أولى الدول التى زحف بعض مواطنيها إلى أراضي هولندا، ثم وفدت هجرات من دول جنوب شرق آسيا «إندونيسيا وتيمور الشرقية وبنجلاديش وباكستان» حيث توجد بعض مستعمرات هولندا فى هذه الدول، ومن ثم وفد إليها آلاف المسلمين، ومثلوا الهجرات الأولى للأراضى الهولندية، ثم بدأت الموجة التالية من الهجرات فى بداية السبعينيات من القرن المنصرم من بلدان الشام ومصر والصومال وبلاد جنوب الصحراء والذين شكلوا الفوج الثانى من هجرة مسلمى تلك الدول إلى هولندا.

< ماذا="" عن="" المؤسسات="" الإسلامية="" فى="" هولندا..="" وما="" أهم="" الصعوبات="" التى="" يواجهها="" المسلمون="">

- أوضاع المسلمين الاقتصادية هناك كانت متدنية لعقود مضت حتى حالت دون تكوين مؤسسات خاصة بهم، حتي شهد عام 1976 بناء أول مسجد فى العاصمة الهولندية أمستردام وأطلق عليه المسجد الكبير، وبعد مرور عشر سنوات تم إنشاء اتحاد المساجد المغربية بهولندا، ومنها تفرعت مئات المساجد، وهناك تحديات تواجه المسلمين في الغرب بشكل عام، وأهمها أن المسلمين هناك لم يحاولوا فهم المجتمعات الغربية أو الاندماج فيها بما يخدم مصالحهم، ولم يعملوا على توحيد صفوف الجاليات العربية والمسلمة، وليس للمسلمين خطة أو استراتيجية واضحة لوجودهم فى بلاد الغرب، كما أن مشاركتهم السياسية ضئيلة، بالإضافة إلى الأمية الدينية التي تظهر فى المجتمعات الغربية بالنسبة للمسلمين مما يجعلهم عرضة للتشبع بأفكار التطرف والعداء للإسلام والمسلمين من بعض المتطرفين والمتشددين من الطرفين، وفى هولندا تبرز مشكلة نقص الدعاة، بالإضافة إلى أن الدعاة فى هولندا حالياً معظمهم لا يملكون أساليب الدعوة الحديثة، بل ظلوا خاضعين للأساليب التقليدية، التى لا تستطيع مواجهة التحديات التى تواجه المسلمين، إضافة إلى أن الدعاة لا يجيد معظمهم اللغة الهولندية ولا تستند معارفهم إلى المراجع الإسلامية الصحيحة.

< الأقليات="" الإسلامية="" باتت="" تعانى="" من="" ظاهرة="" الإسلاموفوبيا="" التى="" انتشرت="" فى="" المجتمعات="" الغربية="" بسبب="" تصرفات="" بعض="" المنتسبين="" للإسلام..="" فكيف="" يواجه="" مسلمو="" هولندا="" هذه="" الظاهرة..="" وهل="" أصبح="" لهم="" وجود="" راسخ="">

- فى ظنى أن مسلمى أوروبا لديهم القدرة على مجابهة هذا الفكر المتطرف الذي يقوم على عداء الإسلام والمسلمين فى الغرب وبث أفكار الكراهية والعنصرية، والوضع أفضل فى هولندا، فالوجود الإسلامي صار متجذراً فيها وأصبح حقيقة لا يمكن إنكارها، حتى صار المسلمون هناك مواطنين لهم واجبات وحقوق وأصبح عليهم نفس الحقوق، وهناك مساندون من الهولنديين أنفسهم لقضايا الإسلام والمسلمين، وأصبحوا شركاء فى مجابهة الفكر المتطرف الذي دخل الغرب نسبياً، ومن الضرورى جداً أن تتواصل الدول الإسلامية مع المسلمين عبر العالم فى بلاد الغرب وأوروبا لتدعيم قضاياهم وتساندهم، ونحن فى هولندا ثابتون وندافع عن أنفسنا بالحجة والبرهان ومجابهة الفكر بالفكر.

< هل="" حقق="" مسلمو="" هولندا="" أية="" إنجازات..="" وكيف="" يمكن="" أن="" ينشأ="" أبناء="" المسلمين="">

هناك تنشئة إسلامية سليمة؟

- الحمد لله فى السنوات الماضية أقام المسلمون فى هولندا الجامعة الإسلامية بروتردام، فى عام 1997، والتى عملت على تأهيل الأجيال الناشئة هناك وسد احتياجات المساجد والمؤسسات الثقافية والدينية من الأئمة والمرشدين والدعاة المسلمين، وإعداد الناشطين للعمل فى الرعاية الاجتماعية، كما تم تشكيل اتحادات شاملة مثل رابطة الجاليات المسلمة فى هولندا ومؤسسة المنظمات الإسلامية فى الجنوب، ومجلس مسلمى هولندا عام 1993، وتندرج تحته 13 مؤسسة، أيضاً تأسس المجلس الإسلامى 1997 وجمعية الأئمة فى الثمانينيات وتضم أكثر من 200 إمام فى هولندا واتحاد الطلاب المسلمين مما يشكل مستقبلاً واسعاً لمسلمى هولندا، ونحن نراعى التحديات لتربية النشء فى المجتمع الأوروبى المتعدد والمتنوع، وفى الوقت نفسه لا نعزل أنفسنا عن التلاحم مع المجتمع لكننا نستقى مفاهيم التربية الإسلامية التى تعمل على إعداد جيل قادر على التعايش فى قلب أوروبا دون الشعور بفقدان الهوية.

< باعتباركم="" إماماً="" وخطيباً="" للمسجد="" الكبير="" فى="" أمستردام..="" فما="" أهم="" الصفات="" التى="" يجب="" توافرها="" فى="" الأئمة="" أو="" الدعاة="" المسلمين="" من="" وجهة="" نظرك="" خاصة="" فى="">

- لابد أن يدرك الإمام الواقع الذى يعيشه فى المجتمعات الغربية والأوروبية، وعليه التعايش والتواصل وفهم الظروف هناك، وغيرها، والتكيف مع مواطنى أوروبا، فالإمام يعد قدوة كبيرة وله مكانة عظيمة فى الإسلام، وعليه أن يستثمر دوره عن طريق تقوية معارفه ومهاراته التى ينقلها فى المجتمعات غير الإسلامية هناك، والحمد لله فى هولندا كل يقوم بدوره نحو الجاليات الإسلامية.

< قسم="" الدراسات="" الإسلامية="" بجامعة="" أمستردام="" الحرة="" هل="" يلعب="" دوراً="" فى="" إعداد="" جيل="" من="" الشباب="" المسلم..="" وما="" المواد="" التى="" يتم="" تدريسها="">

- نعم.. نحن نعمل على إعداد جيل مسلم من الشباب قادر على مجابهة الظروف فى هولندا يدعو إلى إسلام وسطى، والتعامل مع المتطلبات التى يواجهها مسلمو هولندا، ونقوم بتدريس المواد الشرعية مثل دراسة القرآن وعلومه، والتفسير والحديث وقواعد الفقه، والتاريخ الإسلامى، إضافة إلى السيرة النبوية، وهذه المناهج مستقاة من منهج الأزهر الشريف بجانب أن هناك علوماً اجتماعية تدرس فى الجامعة، كما أن الجامعة تدرس اللغة الهولندية لمن لا يجيدونها، وهناك دراسة لتاريخ الأديان، ويقوم بالتدريس أساتذة من الجامعات البلجيكية والهولندية ومنهم غير مسلمين لكنهم يخرجون بتصور واضح عن الإسلام فينقلون سماحته فى مجتمعاتهم الغربية والأوروبية.

< شاركتم="" فى="" مؤتمرات="" عديدة="" بالأزهر="" الشريف="" وكان="" منها="" ما="" يتحدث="" عن="" مواجهة="" التطرف="" والإرهاب..="" فهل="" تعتقد="" أن="" هذه="" المؤتمرات="" تؤتى="" ثمارها..="" وما="" رأيك="" فى="" الذين="" يلوون="" أعناق="" النصوص="" الدينية="" لخدمة="">

- هذه المؤتمرات يأتى دورها الفعال مع طرح موضوعات ذات أهمية كبرى وكيفية البحث عن أسبابها، وسبل علاجها ونشر الوعى بين الناس لدرء أخطار ظاهرة الإرهاب والتطرف لأن الإرهاب فكر تدمير يسعى للتخريب والإفساد، ولابد أن نجابه أفكار أصحابه بالفكر والحجة لإبطال أدلتهم التى يستندون إليها، ولابد أن تكون هناك قراءة معتدلة للنصوص الدينية، فالإشكال ليس فى النصوص الدينية، بل فى تفسيرها وفهمها على شكل خاطئ، ولهذا ينبغى إعادة قراءات اجتهادات الفقهاء، لأنها مبنية على ظروف معيشية معينة تصلح لزمانهم فقط، بل إن هناك تفسيرات لنص الدين يمكن أن تؤدى إلى الصدام فى المجتمعات الغربية، ولذلك وجب إعادة القراءة وفق السياق والمكان والزمان الذى نعيشه، أما النصوص الثابتة فلا تغيير فيها.