لماذا خلق الله الأمراض؟

منتصر الداروتى

المرض قدر من أقدار الله يعترض حياة الإنسان فى أى مرحلة من مراحل حياته، إنه لا يفرق بين صالح وطالح بين غنى أو فقير بين مؤمن وملحد والأنبياء عليهم السلام كانوا أشد الناس ابتلاء وأكثرهم تحملاً وصبراً فها هو سيدنا أيوب الذى اقترن اسمه بالصبر وقصته مع المرض أشهر من أن تروى.

فالمرض قدر كسائر الأقدار التى يمتحن الله بها عباده ليعلم الذى صدق بحسن توجهه إلى الله والرضا عن كل ما يجريه عليه من أحوال وليعلم الكاذب الذى لا يتعدى إيمانه شقشقة اللسان فإذا أصابته فتنة انقلب على وجهه (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير (مال أو جاه أو ولد أو صحة) اطمأن قلبه وإن أصابته فتنة (من فقر أو مرض) انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).

قد نرى فى حياتنا اليومية مشاهد تصيب نفوسنا بالشجن وقلوبنا بالألم من رؤية طفل معوق أو رجل أعمى أو سيدة تعانى بشدة من مرض خطير كالسرطان أو شاب مصاب بمرض نفسى ولا يستطيع أهله السيطرة عليه...

إننا لو تأملنا كل هذه الصور البائسة لعلمنا أن هذه الأمراض هى التى تلفت أنظار الناس إلى نعم الله

التى يغدقها عليهم وقد لا ينتبهون إليها إلا إذا سلبت منهم أو ابتلى بها غيرهم.. إن هذه العلل ربما تكون رحمة فى صورة ابتلاء حتى تكون سبباً فى أن يعود العبد إلى مولاه مصداقاً لقول الحق (ولنبلوكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) ويقول عز وجل (وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون).

وأخيراً هذه الأمراض قد تكون سبباً فى تقويم نفس جنحت أو تكبرت أو تعالت أو تكون عبرة ودليلاً على قصاص الله العادل من أشخاص تمادوا فى الطغيان والظلم.

كلمات باقية

قد يراك البعض نقياً وقد يراك آخرون فاسقاً وقد يراك آخرون عاصياً ولكن أنت أدرى بنفسك.. السر الوحيد الذى لا يعلمه غيرك هو سر علاقتك بربك فلا يغرك المادحون ولا يضرك القادحون قال تعالى (بل الإنسان على نفسه بصيرة).