رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق بالزقازيق: الإسلام دين روحانيات وشعائر موحدة تجمع الأمة

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار - صابر رمضان

 

حذر الشاعر الدكتور صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق بالزقازيق من الدعوات المخربة التى تدعو إلى إلغاء التعليم الأزهرى، مؤكدًا أنها دعوى خبيثة، فالأزهر له مكانة عالمية عريقة وبه قامات علمية وفكرية، وإن اعترته عثرات كأى مؤسسة، فهذا لا يقلل من شأنه، لكنه عاد الآن الى ريادته بفضل جهود الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعلمائه، وهذا ما وضح جليًا فى زيارات الإمام الخارجية واستقباله بحفاوة فى العالم الغربى قبل الإسلامى، وأشار «عبدالدايم» إلى أن الإسلام دين روحانيات وشعائر موحدة تجمع المسلمين فى شتى بقاع العالم، كما أكد أن الصهيونية العالمية واليهودية تعمل على إبقاء الأمة الاسلامية متنازعة متفككة منذ زمن الرسول حتى وقتنا هذا، لكن هيهات، «الوفد» التقته فى منزله بمحافظة الشرقية.

 

< بداية..="" ما="" تقييمك="" لواقع="" الأمة="" الإسلامية="" فى="" الوقت="" الراهن="" وكيف="" السبيل="" للخروج="" من="" أزماتها؟="" وأين="" يتمثل="" دور="" العلماء="" والدعاة="" فى="" ظل="" الظروف="" الحالية="" التى="" تمر="">

- إن الأمة الإسلامية الآن تمر بواقع، أقول - هو واقع مرير أو متأزم ومتشرذم، وقل ما شئت فى توصيف هذا الواقع الذى ما كنا نتمناه لأمة المليار والنصف مليار مسلم، وبالرغم من أنها تمتلك الثروات والخيرات الكثيرة، التى لا تنحصر فى العالم العربى فقط، بل إذا ذهبنا إلى الأمم الإسلامية وشعوب آسيا ترى أنها شعوب لديها ثروات بشرية وصناعية ومعدنية، ولكن ينقص هذه الأمة أو الشعوب التى تدين بالإسلام أن تعرف كيف تعود إلى أنها أمة واحدة كما قال الله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» فالأزمة قائمة لأن كل دولة أصبحت منفصلة عن الأخرى، وكأنها تعيش وحدها، ولا يربط بينها وبين غيرها العقيدة والتاريخ والهدف الواحد، ولا حياة لأمم ضعيفة، فتخيل لو أن أمريكا كما هى الآن 50 دولة وليست 50 ولاية، فلو تفرقت إلى دول صغيرة ما كانت أمريكا، كذلك مثلًا الصين وهى دولة واحدة رغم أنها دولة تصل إلى مليارى نسمة، والهند بها أكثر من 300 لغة ولكنها استطاعت بكل كياناتهم أن يوحدوا أنفسهم ويكون لها هدف مشترك، إذن الأمة الإسلامية ينقصها أن تنتهز الفرص والمناسبات الدينية، فأركان الإسلام تجمعنا ولا تفرقنا، وليكن هناك مؤتمر سنوى يعقد بعد الحج يحمل عنوان «روح الأمة الاسلامية» يناقش فيه جميع مشاكلها وهنا يأتى دور علماء الأمة ومفكريها ليجتمعوا على مائدة مستديرة على كلمة سواء ليبحثوا مشاكل الأمة.

< ما="" تقييمكم="" لجهود="" الأزهر="" فى="" التصدى="" لظاهرة="" «الإسلاموفوبيا»="" وخدمة="" القضايا="" الإسلامية="">

- الأزهر الشريف كما قال الشاعر أحمد شوقى : إن الذى جعل العتيق مثابة جعل الكنانى المبارك كوثرا، والكنانى هو «الأزهر» نسبة إلى الكنانة مصر، والكوثر أى معينًا عذبًا وهى كلمة موجزة تحمل معنى العلم والمعرفة والانفتاح على الثقافات، وهكذا كان الأزهر من بداية إنشائه وهو المؤسسة الوحيدة فى العالم التى تسقطب الطلاب من الدنيا كلها، وهى علامة على وحدة الفكر الإسلامى الوسطى، ومصر أيضًا كانت رائدة حين أنشأت مدينة البعوث الإسلامية، ومصر تتخذ من الأزهر لها دعاية قومية وسياسية وحضارية، وهذا هو دور الأزهر الذى أهمله، ولم يفهم كثير من المصريين، حتى أننا للأسف الشديد نرى اليوم من يدعون إلى إلغاء التعليم الأزهرى والكليات الازهرية وهى دعوة مخربة وخبيثة، فلو عرفوا قيمة الأزهر فى البلاد الخارجية لما قالوا ذلك، وأرى أن الأزهر لديه إمكانيات كبيرة، وبه قامات علمية وجامعية عريقة من الممكن أن يستعيد دوره مرة أخرى بطرح استراتيجية طويلة، لكننى أرى أيضًا أن الإمام الطيب يبذل جهودًا عظيمة خارج مصر مثل زيارته مؤخرًا للبرتغال والعكس، وكل هذه الزيارات تعمل على التخفيف من ظاهرة الإسلاموفوبيا، ويجب ان تزداد البعثات إلى الدول الأجنبية من الذين يتقنون اللغة مع الدراسة الإسلامية وتزداد جرعات الأحاديث الدينية من قبل علماء الأزهر فى التليفزيون والاذاعة.

< قضية="" تجديد="" الخطاب="" الدينى..="" كيف="" تراها="" من="" وجهة="" نظركم،="" وهى="" ترى="" أن="" الأزهر="" متعثر="">

- تجديد الخطاب الدينى ليس معناه تجديد الدين، فالدين موجود لكن الخطاب له أركان، هناك مرسل وهناك مرسل إليه، وهناك ما يسمى بالشفرة والسياق، فالمرسل هو الداعية او الامام وهو يحتاج الى إعداد، فأغلب الدعاة وخطباء المساجد يمارسون الدعوة كوظيفة وأتمنى أن تقدم الموائد المستديرة فى برامج التليفزيون ويكون هناك رجل دين وعالم اجتماع وفى علم النفس والسياسة والاقتصاد، وفى الفلسفة، ويتم طرح القضايا مثل قضية التشدد، لنرى هناك تنوعًا وتستوفى القضية من جميع زواياها، ولابد أن تتعاون القنوات التليفزيونية مع الأزهر، اقترح أن يختار الأزهر 100 عالم فى جميع التخصصات ويوزع هؤلاء العلماء على جميع القنوات الخاصة قبل العامة يكون لهم قبول لدى الناس ولديهم برنامج تثقيفى، وأتساءل: أين قناة الأزهر، فهى متعثرة منذ سنوات، فما زال الخطاب الدينى فى مرحلته التقليدية، ولا نجد تجديدًا فيه إلا عند

بعض الدعاة والأئمة الذين وهبهم الله القدرة على مخاطبة الناس أمثال الشيخ الشعراوى والعقاد، حتى عند بعض المسيحيين مثل الدكتور نبيل لوقا بباوى، الذى جدد فى الخطاب أيضًا من خلال مؤلفاته القيمة، فالأزهر قام ببعض الجهود لكنه يحتاج إلى تضافر جهود كافة المؤسسات معه، فأين مجمع البحوث الاسلامية وهيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للشئون الاسلامية، وكلهم علماء أفاضل لابد أن يتواجدوا على الساحة.

< الاسلام="" دين="" روحانيات="" وشعائر="" موحدة="" كيف="" نستغلها="" فى="" إقامة="" الوحدة="" بين="">

- يكفى أن المسلمين فى جميع انحاء العالم يصلون صلاة واحدة والزكاة مقدارها واحد والصيام والحج وكلها شعائر توحد المسلمين فى شتى بقاع العالم، وكل هذه القيم التى يتحلى بها المسلمون توحدهم، فالقرآن واحد والحديث والتاريخ واحد، إذن تراثنا واحد فى العالم كله، وهذا من شأنه أن يوحد هذه الأمة، لكن المشكلة أن كل دولة فى العصر الحديث تأثرت بسياسة غربية ومنهج غربى، فأصبح الدين فى جانب وممارسة الحياة العملية فى جانب آخر واتبعنا الغرب فى تفكيرنا ومؤسساتنا حتى فى تقاليدنا، ومن الضرورى أن تكون لأمتنا شخصية مثل: اليابان أو فرنسا والألمان، فأين شخصيتنا وهويتنا، ولهذا إذا كانت دول العالم الإسلامى يجمعها الدين والمبادئ والتقاليد واحدة، وربما تختلف الممارسات الاجتماعية لكل شعب، لكن الإسلام وحدنا، فكيف نتفرق، فهناك خطأ فى التطبيق، فأصبحنا ننظر للمبادئ الروحية والدينية نظرة بعيدة عن التطبيق.

< الصهيونية="" العالمية="" تصنع="" جماعات="" تحارب="" باسم="" الدين="" لتظهره="" على="" أنه="" دين="" عنف="" وقتال="" فما="">

- أرى أن تفوق الصهيونية العالمية واليهودية يرجع إلى انكسارنا وتمزقنا ، وعدم توحدنا فى مجابهة الخطر، فاليهود فى العالم لا يزيدون على 20 مليونًا بكل المقاييس، وكونهم يخططون لنا فى الاقتصاد والنظريات، ثم جاءت الألاعيب السياسية، فالصهاينة لا يخططون وحدهم لكى يتفوقوا وهم متفوقون فى العلم، إذن تخطيط الصهيونية فى غفلة منا، فالأمر يرجع إلى تكاسل الأمة الإسلامية وعدم الانتباه إلى الهوية، فهم يشجعون التعليم والبحث العلمى، ويرصدون ميزانية 13٪ له، بينما نحن أقل من 0٫3٪ والدول العربية كذلك وكذلك فى ألمانيا، ونقول إن الخطر الصهيونى قائم والتخطيط لإبقاء هذه الأمة متنازعة متفككة عن أيام رسول الله حتى وقتنا هذا، فهم على مر التاريخ يحاولون تفريق الصفوف، وكل ما يحدث فى العالم العربى من فرقة وتشرذم هو من أثر الصهيونية العالمية وأن الدول الكبرى متعاطفة معهم.

< اتهام="" المجامع="" العربية="" بأنها="" لا="" تعمل="" ولا="" تنتج="" بل="" تنكفئ="" على="" الماضى="" ولا="" تساير="" ركب="" الحضارة="" المعاصرة="" فما="">

- بالفعل هناك جهود عظيمة تبذل من أجل العربية لكنها تظل محصورة فى قلب المجامع اللغوية فقط، ومازالت تبحث عن الصيغ الملائمة للتعريب، فهى مهمة علمية تنظيرية محصورة بين جدران المجمع بعيدًا عن الناس.

< وأخيرًا..="" كيف="" تقضى="" يومك="" فى="">

- رمضان عندى يبدأ بعد الإفطار ثم صلاة العشاء والتراويح، والقراءة فى مكتبتى حتى السحور وصلاة الفجر، أما نهار رمضان فلا تكاسل فيه، ومن ذكرياتى الجميلة أننا كنا نتدرب على الصيام من سن السادسة إلى العاشرة، وكنا نعتاد على السهرة الرمضانية للقرآن مع أحد المشايخ، كان والدى يأتى بهم ليختم القرآن، لدينا 3 ختمات على مدار الشهر، وكان رمضان له مذاق خاص وشعور لا يوصف.