رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الإنسان :ما جذور مشكلة (إقصاء الدين عن العلم)؟

بوابة الوفد الإلكترونية

د.محمد داود

لعلنا هنا بحاجة إلى بيان جذور المشكلة (مشكلة إقصاء الدين عن العلم).. وهذه شهادة مَن عاش وتعلَّم فى جامعة السوربون، وكان شاهدًا على جدل العلماء من الأديان الثلاثة فى المشكلة، إن شيخ الأزهر الأسبق الإمام أ.د/ عبدالحليم محمود، بكل ما كان يحمله الرجل من سماحة وسعة أفق وترفُّق بالمخالف وحب الخير له، يبين لنا فى تلطف جذور المشكلة؛ فيقول فى كتابه: «الحمد لله هذه حياتى»، صـ «107، 108»، تحت عنوان: «لا تعارض بين الدين والعلم»:

«نشأت مشكلة تعارض الدين والعلم نشأة مزيفة؛ فإن التعارض إنما كان بين آراء أرسطو والعلم: كان بين آراء رجال الكنيسة ورجال العلم، ولم يكن فى حقيقة الأمر بين الدين والعلم.

ولكن تيار الإلحاد المتتابع، تابَع الحملة على الدين، متحدثًا عن وقائع حدثت، لا عن اختلاف الموضوعات الثابتة.

يتحدث الملاحدة عن تعذيب هذا، والتنكيل بذاك، وليس هذا موضوع القضية!! وإنما موضوعها تعارض مبادئ الدين، مع ما أثبته العلماء من قواعد مبنية على التجربة والملاحظة.

ولم يُثبت الملاحدة ذلك فى يوم من الأيام.

على أن الملاحدة حينما يتحدثون عن ذلك يُجانبهم التوفيق من جانب آخر، وذلك أن موضوع العلم: المادة، يُمثل القواعد التى بنيت على التجربة والملاحظة.

وموضوع الدين: العقائد، والأخلاق، والتشـريع، ونظام المجتمع، والتقوى، وصلاح الفرد وصلته بالله تعالى، وصلته بأخيه الإنسان فى المجتمع، والرقى بالفرد، وبالمجتمع, والقرب من الله تعالى, ورضاؤه.. وكل ذلك عن طريق الوحى المعصوم، الذى أرسل الله به رسله هداية للإنسانية... فأين هذا من المادة, ومن موازينها, ومقاييسها؟.. على أن المشكلة كلها بعيدة تمامًا عن الجو الإسلامى، إنها قضية غربية بحتة, قضية تتصل بـ«أرسطو» والكنيسة, ومحاكم التفتيش، وعلماء أوروبا.

والذين أثاروا المشكلة فى الشرق جماعة من الببغاوات, درسوا فى أوربا, ولقَّنهم سادتهم من الملاحدة أن بين الدين والعلم تعارضًا، فتحدثوا بذلك فى الشرق دون دراسة, أو بحث, أو فهم حقيقى للموضوع.

إذن المشكلة قديمة حديثة, وكانت المشكلة عند غيرنا، يحاول هؤلاء الذين يتبنون هذه الأفكار أن يسقطوا المشكلة على الإسلام.. على القرآن... والأمر فى حقيقته مختلف تمامًا»... انتهى كلام الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق عبدالحليم محمود.

فهل آن لهؤلاء أن يراجعوا أنفسهم فى هذه الأفكار التى تتعارض مع القرآن ومع العلم ومع العقل؟!!!

اليقين الإيمانى ثمرة لليقين العلمى:

إن المؤمن فى رحاب القرآن يتمتع باليقين الإيمانى؛ لإيمانه بطلاقة قدرة الخالق، وما أمر به الخالق يستحيل أن يتعارض مع حقائق العلم.

كما يتمتع المؤمن باليقين العلمى الناتج عن حقائق العلم التى أثبتها الله فى آيات القرآن وشهد لها, بل أسلم بسببها وبسبب بعضها علماء لهم قدرهم, مثل كيث مور عالم الأجنة، حيث أعلن إسلامه بسبب آيات سورة المؤمنون التى تتحدث عن مراحل نمو الجنين، وكذلك شهد له علماء لهم قدرهم فى العلم, مثل:

وهنا بعد ما سبق من

بيان نصل إلى أسئلة مستحقة:

- هل آن لهؤلاء أن يراجعوا أفكارهم بعد تأكيد العلماء أن حقائق العلم تتفق مع آيات القرآن، وأنه كما ذكر موريس بوكاى فى نتيجة بحثه العلمى، أن القرآن الكريم لم يصادم فى أى آية من آياته حقيقة من حقائق العلم الحديث؟!!

- هل آن لهؤلاء أن يتخلوا عن حملتهم ضد ثوابت الدين، بعد أن تأكد أن الذى ربط بين العلم والقرآن هو الخالق.. فماذا أنتم قائلون؟!!!

- وماذا بعد أن تبين لهم أن القرآن الكريم قد اعتمد الدليل العلمى فى منهجه؟ فهل ما زالوا مصرِّيـن على أن يحْرِموا القرآن من أهم خصائصه وهو الاستشهاد بالعلم؟

ثم لماذا التشكيك فى ثوابت الدين بأسلوب غير علمى؟

مثلًا:

- زَعْم أن ماء زمزم يسبب أضرارًا.. وبحث د. فيصل شاهين الذى نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية، والذى تستشهدون به يخص مريض الكلى، والقياس يكون على العموم.. والاستثناء لا يمكن أن يتحول إلى قاعدة, فالمريض له أحكام خاصة!!

- والزعم أن الصيام وعدم شرب الماء لفترة طويلة يسبب أضرارًا.. وقد ردَّ العلماء على ذلك... ومن لا يستطيع لمرض أو ضعف له رخصة.. (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) «البقرة: 184».. فحين تَعِنُّ لكم فكرة تشكك فى ثوابت الدين فاعرضوها أولًا على أهل التخصص.. تناقش بينهم مناقشة علمية فكرية, أما أسلوب (الفرقعات الإعلامية) فهو أسلوب غير علمى.

وفى الإطار نفسه توجد مئات البحوث لعلماء متخصصين.. ولكنكم تصـرون على التطاول والهجوم تحت زعم لا يسلم لكم.. وكأن الحق معكم ولا نصيب لغيركم فيه.. كأنكم وحدكم امتلكتم الحقيقة.. يظهر ذلك فى عنوان أحد مؤلفاتكم وهو (وَهْم الإعجاز العلمى).. فماذا بعد أن اتضح بشهادة العلم (والعلم محايد لا يجامل أحدًا وهو الشاهد الثقة المقبول لدى كل العقول المنضبطة).. بأن هذا ما يسمى بـ(وهم الإزعاج) هو: وَهْم الوهم؟!!