رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات آثار إسلامية.. «بنية قادن» رزقها الله ابنًا فأنشأت سبيل أم عباس

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

نور إبراهيم

تتميز القاهرة الإسلامية باحتوائها على عدد كبير من الأسبلة التى تنتمى للعصور المختلفة بداية من العصر المملوكى، والسبيل عبارة عن مبنى لسقى الماء لعابرى السبيل والمارة.

اهتم ببنائها الملوك والسلاطين المسلمون فى العصور القديمة لأن السبيل أعظم ما يثاب عليه المرء من الأعمال، حيث جاء فى حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم، عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت فقال: يا رسول الله إن أمى ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، فقال له فأى الصدقة أفضل، قال له الرسول سقى الماء.

كان مبنى السبيل يبنى دائمًا ملحقًا بمبانى أخرى مثل مساجد، مدارس، أو خنقاوات، ثم أصبحت مستقلة بعد ذلك، وألحق بها مدرسة لتحفيظ القرآن.

أخذت الأسبلة طابعًا مميزًا حيث تسارع عليها أهل الخير والأغنياء للتنافس فيما بينهم لعمل الخير وإنشائها فى الأماكن العامة، وكان نادرًا ما تخلو مدينة إسلامية من السبيل، حيث أصبح من المنشآت الاجتماعية كان الغرض منها تيسير الحصول على ماء الشرب فى كل مكان.

كان أول بناء للأسبلة بمصر فى العصر المملوكى ابتداء من القرن السادس الهجرى وكان معظمها من أعمال الأمراء والسلاطين ونسائهم كأنها كفارة عن ذنوبهم، كما بناها الأغنياء صدقة جارية لأنفسهم ولأبنائهم المتوفين.

أما عن وصف السبيل وملحقاته، فهو عبارة عن مبنى مكون من طابقين، الأول عبارة عن بئر محفورة فى الأرض بها ماء من الأمطار أو من النيل يعلوه سقف من الرخام، أما الطابق الثانى فيرتفع عن سطح الأرض ويسمى بحجرة التسبيل أو المزملة، وهى مخصصة لتوزيع المياه، حيث يقوم المزملاتى برفع المياه من البئر بواسطة قنوات أعلاها فتحات معدة لرفع المياه بواسطة كيزان مربوطة بسلاسل مثبتة بقضبان النوافذ.

ومن أكثر الأسبلة الشهيرة بالقاهرة سبيل أم عباس

الذى أنشأ فى عام 1284 هجرى، أنشأته «بنبة قادن أم عباس باشا» وزوجة الأمير أحمد طوسون باشا، يقع السبيل عند تقاطع شارع الركبية وشارع السيوفية مع شارع الصليبة أمام حمام الأمير حمام الأمير شيخة بالقاهرة.

يغطى بناء السبيل قبة مثمنة وواجهته مكسوة بالرخام وزخارفها من طراز الباروك والكوكو.

خصص سبيل أم عباس لتوزيع مياه الشرب النقية على المارة طلبًا للثواب واستجلابًا للدعاء، وألحقت به السيدة بنبة كتّابًا أو مكتبة عينت به معلمين لتعليم الأطفال العلوم الحديثة، كما فى المدارس الحكومية على عهد الخديو إسماعيل.

بنت أم عباس السبيل لأنها حرمت من الإنجاب لسنوات طويلة ونذرت إذا رزقها الله بالخلف ستقيم مكانًا كبيرًا مخصصًا للأعمال الخيرية، وبعد أن رزقت بابنها عباس حققت النذر وأنشأت نافورة عملاقة لتمد أهالى المنطقة بالماء.

وقد وفّر السبيل مياه الشرب للمارة وأيضًا للبيوت التى لا يقدر أصحابها على تحمل أجور السقائين.

تحول جزء من السبيل الآن إلى ورشة لتعليم نساء الحى بعض الحرف كصناعة السجاد والتطريز، وجزء آخر منه تحول إلى فصول محو الأمية، وظلت القبة والمبنى الأساسى مكانًا أثريًا لكن بعيدًا عن عناية ورقابة وزارة الآثار».