رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الديمقراطية فى الإسلام.. ديمقراطية الرسول (صلى الله عليه وسلم)

بوابة الوفد الإلكترونية

 

بهاءالدين أبوشقة

 

من الممارسات الديمقراطية للرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما خرج وأصحابه لاعتراض قافلة تجارية لقريش، التى أرسلت جيشًا جرارًا مجهزًا بأحدث المعدات. وأراد الرسول أن يختبر مدى استعداد جنوده.. وهنا يروى ابن هشام فى سيرته أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) استشار الناس، وأخبرهم عن قريش، فقام أبوبكر فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: «يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، لكن: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون، فوالذى بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد، لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه»، فقال له رسول الله خيرًا ثم دعا له.

ثم قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: «أشيروا على أيها الناس»، وإنما يريد الأنصار؛ وذلك لأنهم عدد الناس، وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول الله، إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت فى ذمتنا، نمنعك ما نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير

بهم إلى عدو من بلادهم، فلما قال ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، قال: «أجل» قال: «قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض ـ يا رسول الله ـ لما أردت فنحن معك، فوالذى بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى عدونا بنا غدًا، إنا لصبر فى الحرب، صدق فى اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر على بركة الله، فسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول سعد ونشطه ذلك، ثم قال: «سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله، لكأنى الآن أنظر إلى مصارع القوم».