أصحاب النبي.. أسيد بن حضير بطل السقيفة
وجدي زين الدين
أسيد بن حضير ورث المكارم كابرًا عن كابر، لقبه أهل المدينة بالكامل وهو لقب كان يحمله أبوه من قبله، لأنه كان مستنير العقل ذكى القلب فهو شخصية مستقيمة وقوية وناصعة.. ومن ثم قام «أسيد» فى غير تأجيل ولا إبقاء ليستقبل الدين الذى انفتح له قلبه وأشرقت به روحه فاغتسل وتطهر وودع أيام وثنيته وجاهليته، وكان إيمانه يضفى عليه من الاناة والحلم وسلامة التقدير ما يجعله أهلاً للثقة دومًا.. فى غزوة بني المصطلق تحركت عفايظ عبدالله بن أبى فقال لمن حوله من أهل المدينة.. والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.. وتألم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا وقابله أسيد فقال له: أو ما بلغك ما قال صاحبكم؟.. قال أسيد: وأى صاحب يا رسول الله.. قال الرسول عبدالله بن أبى فقال أسيد.. أنت والله يا رسول الله تخرجه
وفى يوم الشقيقة إثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن فريق من الأنصار على رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة وسال الحوار واندلعت أزمة ووقف أسيد قائلاً: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وخليفته لابد أن يكون من المهاجرين، وكنا أنصار الرسول ويجب أن نكون حاليًا أنصار خليفته وكان موضع تقدير عند أبى بكر وعمر بن الخطاب، واشتهر أيضًا بترتيل القرآن الكريم.