عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدكتور عمرو خالد لـ«الوفد»:منهجى البساطة بعيدًا عن السطحية.. و«السيرة حياة» للرد على التطرف

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار - صابر رمضان:

مرت رحلة الدكتور عمرو خالد فى طريق الدعوة بمراحل صعود، والتف حوله مشاهير المجتمع فى الوطن العربى، حتى تم اختياره ضمن أكثر 50 شخصية إسلامية مؤثرة فى العالم، أعقب ذلك فترة نضج بعد مرحلة الحماس والانتشار خاصة فى 2001 كداعية إسلامية، وبين هاتين المرحلتين كانت هناك تجربة سياسية قاسية أعلن ندمه الشديد عليها، مؤكدًا أن السياسة ليست ملعبه، مكتفيًا بطريقه فى الدعوة، وبالرغم من ذلك يتعرض للهجوم من البعض، حتى طال الهجوم برنامجه الجديد مؤخراً، لكن «خالد» يتساءل كيف لمن يهاجموننى ويدعون التنوير أن يحكموا مسبقًا فهل قرأوا مؤلفاتى وشاهدوا برنامجى، مؤكد أن منهجه يميل للبساطة بعيدًا عن السطحية، وأن رسالته مضمونها بناء إنسان محب لوطنه يحب الايمان بلا تطرف، وهو يرى فى السيرة النبوية منهج حياة، وهو ما يدور حوله برنامجه الجديد «السيرة.. حياة» مؤكدًا أنها ليست صراعًا وإنما هى حياة نتعلم منها حتى اليوم، الحب، الرحمة، الإبداع، القيم، الأخلاق، النجاح، حب الأوطان وهذا البرنامج للرد على الفكر المتطرف، «الوفد» التقت بالدكتور عمرو خالد فماذا قال؟

< فى="" البداية..="" ماذا="" عن="" رسالتكم="" فى="" الحياة="" والهدف="" الذى="" تسعى="">

- أريد المشاركة فى بناء إنسان مصرى وعربى ناجح محب لوطنه يحب الحياة، يحب الإيمان بلا تطرف يريد أن يخدم وطنه، يبدع ويصلح، إنسان فى مجمله - متوازن بكل المقاييس، ومنهجى بسيط بعيدًا عن السطحية.

< د.="" عمرو..="" قضية="" الغلو="" أصبحت="" سمة="" عند="" بعض="" الشباب،="" هل="" يمكن="" اعتبار="" الغلو="" فى="" الدين="" سببًا="" من="" أسباب="" التطرف="" الذى="" يعيشه="" بعض="" شباب="" الأمة="" وانسياقهم="" تجاه="">

- الغلو ظاهرة يحاربها النبى منذ عصر الرسالة، فما غضب صلى الله عليه وسلم قدر ما غضب ممن عنده غلو فى الدين، فقد قال رسول الله: (هلك المتنطعون.. أى «المتشددون») فأول من حارب فكرة الغلو هو النبى، فقد جاء ثلاثة إليه يسألونه عن عبادته فكأنما استقلوها، أى شعروا بأن عبادة النبى قليلة، فقال أحدهم أما أنا فأصوم ولا أفطر، والثانى قال أما أنا فأقوم ولا أنام وأما الثالث فقال: أنا لا أتزوج النساء، فغضب النبى جداً، وقال أما أنا فأصوم وأفطر وأنام وأصلى وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس منى، فكأن النبى يقول: إن التشدد ليس من سنته، ولذلك فالمتشددون وكل ما يؤدى إلى تطرف ليس من سنة لنبى صلى الله عليه وسلم فى شىء.

< هل="" يمكن="" أن="" يكون="" الحوار="" وسيلة="" لشرح="" معنى="" الوسطية="" وإدخال="" مفاهيمها="" فى="" نفوس="">

- ليس الحوار فقط، لكن بالحوار والتوعية والميديا والإعلام وخطب الجمعة والتدريب، فنحن نحتاج منظومة متكاملة يشارك فيها الدعاة والمنابر ويشارك فيها الإعلام والبرامج الدينية والتوك شو لتوعية الشباب بخطورة التطرف وحمايتهم منه.

< ماذا="" عن="" أهداف="" برنامجك="" الجديد="" «السيرة..="" حياة»="" التى="" تسعى="" إلى="">

- إن السيرة ليست مجرد حكايات للتسلية، السيرة مواقف وعبر ودروس، مواقف صنعت النجاح، ودروس نتعلم منها كيف نبنى الإنسان، هذه هى الأهداف التى أسعى لها خلال البرنامج فى رمضان الحالى، والذى يدور حول فترة ما بعد هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وأركز فيها بشكل أساسى على بناء الإنسان.

< وما="" الدافع="" والمنطلق="" لاختيار="" فكرة="">

- هى السعى لتقديم الصورة فى صورتها الإنسانية الحقيقية بعد أن تعرضت للتشويه أو الاختزال فى الجانب العسكرى فقط، إذ إن السيرة النبوية عُرضت خلال المائة سنة الأخيرة على أنها سيرة تنظيمية عسكرية حربية سرية، وتم اختزالها فى غزوات بدر، وأحد والخندق وخيبر وفتح مكة ووفاة النبى، وهذا التصور الخاطئ فى فهم السيرة خلق فجوة بينها وبين الناس، فلا يجد الشباب نفسه، وخلت من معنى الرحمة للعالمين، وهى الهدف الأسمى من رسالته صلى الله عليه وسلم، فقد كان بناء الإنسان هو الشغل الشاغل للنبى صلى الله عليه وسلم بعد هجرته من مكة إلى المدينة، فخلال الفترة التى أقامها النبى بالمدينة بلغ عدد غزواتها سبعًا وعشرين غزوة لم تستغرق جميعها أكثر من 540 يوماً، يعنى أقل من سنتين انشغل خلالها المسلمون بالحروب وأكثر من ثمانى سنوات كان التركيز خلالها على الحياة، بناء إنسان، بناء حضارة، وبناء الأخلاق والقيم، وانتاج وحب وطن، فضلًا عن الفترة التى أمضاها النبى فى مكة ونشر الدعوة ليتضح أن 7٪ فقط من حياة النبى كانت حروباً، لذا فمن يعتبر التعامل مع السيرة على أنها حروب فقط، هو تحريف لها ومن ينظر إليها وفق هذا المنظور فهو يبرر الحرب والصراع تحت اسم النبى، فالنبى صلى الله عليه وسلم أراد أن يخلق مجتمعًا ناجحًا ويزرع حب الوطن فينا، فالسيرة ما سميت سيرة إلا لأننا نعيش بها فى الحياة.

< وهل="" ترى="" أن="" السيرة="" اختطفت="" من="" قبل="" التيارات="">

- نعم، لقد اختطفت السيرة النبوية من قبل التيارات المتطرفة واختزلوها فى جانب واحد، لكن من الضرورى أن نعلم أن السيرة ليست صرعًا وإنما هى حياة نتعلم منها حتى اليوم، الحب، الرحمة، الإبداع، القيم، الأخلاق، النجاح، السعادة، الحياة الجميلة.

< وما="" الذى="" تطرحه="" أيضًا="" على="" مدار="" حلقات="">

- أستعرض تلك الجوانب التى يغفل عنها الكثيرون عند الحديث عن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم من خلال تقديم مختلف الصور، فقد كان النبى قاضيًا وداعيًا ومصليًا وقائدًا وزوجا وأبًا و«حما»، عاش حاكمًا ومحكوماً، عاش أعزب، ومتزوجًا من امرأة واحدة ومتزوجاً من عدة نساء، زوج بناته ودفن أولاده «ولدين و3 بنات» دفنهم بيده، عمل راعى غنم وتاجراً، بنى مؤسسات، أقام حضارة، ولذلك فالإنسان المسلم يجد كل احتياجاته الإنسانية

فى السيرة النبوية، فى النبى صلى الله عليه وسلم، ولن تجد نبيًا ولا مصلحًا حياته غنية بكل احتياجات الحياة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك من إسمائه فى كتب السنة «الجامع» لأنه الجامع لاحتياجات الإنسانية، لذا ينبغى أن نقتدى به فى وفاته ورحمته وعفوه وأخلاقه.

< وهل="" هناك="" فرق="" بين="" حياة="" النبى="">

- نعم.. إذ إن حياته تظل باقية، ومن أراد أن يسير على سنته أن يقتدى به فى حياته، إلا أن ذلك لا يعنى أن نعيش عصره دون أن نراعى التطورات المذهلة التى شهدها الكون فهناك اختلاف فى الزمان واختلاف فى البيئة، لكن هناك من فهم الأمر على أن الحياة تجمدت عند عصر النبى، فنلبس مثلما كان يلبس ونركب مثلما كان يركب دون أى تغيير حتى لا نكون أصحاب بدعة، وهناك فريق آخر يرى أن حياة النبى التى مضى عليها أكثر من 1400 سنة لا تصلح لهذا الزمن على الرغم من أنه نفسه يعيش بأفكاره أرسطو وسقراط وهما من قبل الميلاد.

< إذن،="" ما="">

- أن نعيش حياة «النبى»، طريقة حياته، أخلاقه، وأفعاله، وليس عصر النبى، الزمن الذى كان يعيش فيه.

< وما="" الذى="" يريده="" الإسلام="">

- إن الاسلام يريد مجتمعًا ينجز، وليس مجتمعًا يتكلم أكثر مما يعمل، والله تعالى يقول: «آمنوا وعملوا الصالحات» أى أنتجوا.. ابنوا.. عمروا.. أصلحوا، هذا هو ديننا، دين إيجابى بنائى.

< بماذا="" ترد="" على="" الانتقادات="" والهجوم="" الذى="" تعرضت="" له="" على="" «السوشيال="" ميديا»="" عقب="" الإعلان="" عن="" برومو="" برنامجك="" الجديد="" «السيرة..="">

- كيف نكون تنويريين وندعى التنوير، ونحكم على شىء قبل أن نراه، أليس ذلك حكرًا على الفكر، كما يغضبون من أى حكر على الفن مثلاً، مثلما يقولون لا الاحتكار على الكفر فأنا أحارب التطرف، وأقدم دورًا وطنياً، وأمتلك الأدوات التى أستطيع محاربة التطرف بها، فأنا أتحدث فى الدين والشباب فمن يهاجموننى ويدعون أنهم يحاربون التطرف هم فى الحقيقة يساندون التطرف، فهم لا يمتلكون الأدوات لذلك، ولا يريدون لمن يمتلك أدوات محاربة التطرف، وأقول لهم هل قرأتم لى، هل شاهدتم البرنامج حتى يتم الحكم عليه سابقًا فأين من يدعون أنهم يؤمنون بحرية الكفر، ويهاجمون برنامجًا لم يروه، والبرنامج يتحدث عن مواجهة التطرف، وأنا أقوم بدورى بحماية الوطن من التطرف، فبأى عقل ومنطق يتحدثون؟

< إذن،="" هل="" نستطيع="" أن="" نقول="" إن="" برامجك="" تسعى="" لنشر="" مفهوم="" التدين="" المصرى="">

- طبعاً.. فأنا مؤمن تمامًا بأن التدين المصرى، أجمل ألوان التدين التى من الممكن أن تراها فى العالم الإسلامى، وهذا ليس تحيزًا لأننى مصرى، لكن لأنه تدين سهل، وبسيط وقريب من الفطرة السليمة، قريب من منهج النبى صلى الله عليه وسلم، لذلك أحب التدين المصرى ومؤمن به، وأرى أنه الأسهل والأقرب لطبيعة الإسلام.

< من="" واقع="" برنامجك..="" كيف="" تصدى="" النبى="" لمعاول="" هدم="">

- النبى صلى الله عليه وسلم فى الحقيقة، واجه فكرة الطابور الخامس، واجه فكر الذين يتشدقون بأنهم معه وهم فى الحقيقة يهدمون الوطن، واجهه بطرق مختلفة، وأحيانًا بالمواجهة الحاسمة وأحيانًا كان يخبر الصحابة بأسمائهم بالتفصيل، فقد فعل النبى كل ذلك لدرء المخاطر.

< أخيراً..="" هناك="" اتهام="" للدعاة="" الجدد="" بالسطحية="" فى="" الدين="" وأن="" منهجهم="" لا="" يقوم="" على="" دراسة="" متخصصة="" فما="">

- أى شخص يحاول أن يقوم بفكرة الدعوة دون أن يكون لديه رصيد حقيقى، فهذا غير مقبول، وعلى سبيل المثال فقد حصلت على الدكتوراه فى الشريعة الإسلامية وادعى أننى تتلمذت على مدرسة علمية كبرى وهو الدكتور على جمعة المفتى الأسبق واستفدت كثيرًا من الدكتور عمرو الوردانى، مستشار دار الإفتاء، ووصيتى للدعاة الشباب أن يحترموا العلم والتخصص، وأن يكونوا مؤهلين، فالتسطيح لا يبنى نجاحاً.