رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‎حكايات من تاريخ الظلم.. ‎دم الحسين بن على

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

‎مصطفى عبيد

‎يبقى الحسين بن على رمزاً على المظلومية السياسية فى أقسى درجاتها، ورغم مرور ما يقارب الأربعة عشر قرناً على الواقعة، فإنه يظل حاضراً بنقائه ونبله وأخلاقه كمختار للخير أمام الشر، والحق فى مواجهة الباطل.

‎كتُبت المسرحيات والروايات والقصائد والكتب حول مأساة الحسين، غير أن جميع الحروف لا يمكنها تصوير مشهد الغدر والخسة والدناءة التى تصل بحكام لدولة تحمل اسم دولة الإسلام إلى قتل حفيد رسول الله وحز رأسه واستعراضه.

‎رفض الحُسين أن يبايع ليزيد بن معاوية فى حياة معاوية وبعد وفاته، وكتب له أهل الكوفة يطلبون قدومه ليبايعوه خليفة للمسلمين، فبعث إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل ليعرف حقيقة الأمر ويتشاور مع أهلها. ولم يلبث الخبر أن وصل إلى يزيد فقرر تولية الرجل المخيف عبيد الله بن زياد واليه على البصرة، ليصبح والياً على الكوفة مثلما كان أبوه يجمع بين الاثنتين.

‎وصل عبيدالله إلى الكوفة، فبث رجاله وعيونه حتى علم بأن مسلم بن عقيل استجار بهانئ بن عروة المرادى، فبعث إليه وطلب أن يسلمه مسلماً فأبى خوفاً من العار. وعلم مسلم بن عقيل فجمع حشوده، وكان قد بايع للحسين ثمانية آلاف رجل، فلما انتشر رجال عبيدالله يخوفون الناس من انتقام بن زياد، تراجع معظم أهل الكوفة عن البيعة، ولم يجد مسلم حوله سوى ثلاثين رجلاً فقط. ولما علم بنهايته بعث إلى الحسين كى لا يأتى، لكن الحسين واصل طريقه.

‎وقيل إن الحسين التقى بابن عباس فنصحه بعدم الذهاب إلى الكوفة، لكنه اعتبر خروجه أمراً منتهياً بعد مفارقة المدينة. ثُم قابل الشاعر الفرزدق فسأله عن حال القوم، فقال له مقولته الشهيرة: قلوبهم معك وسيوفهم مع بنى أمية.

‎وقبل وصوله الكوفة بعث له عبيدالله بجيش يقوده عمر بن سعد بن

أبى وقاص وأمره أن يستسلم لحكم بن زياد، لكن الحسين رفض وعرض أن يعود من حيث جاء فرفضوا، ومنعوه الماء. ثُم قاتلوه ومَن معه قتالاً عنيفاً حتى قتلوا جميعاً. وجرت العادة أن تُحز رؤوس المنهزمين لتحمل إلى أعدائهم، فحز الحرس رأس الحسين وذهبوا به إلى عبيدالله الذى بعثه إلى يزيد بن معاوية.

‎وحاول بعض كتبة التاريخ مثل ابن كثير التماس العذر للخليفة الأموى ذاكراً أنه بكى وقال قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. لعن الله بان مرجانه (عبيد الله بن زياد). لكن المُدقق فى التاريخ يعلم يقيناً أن عبيدالله لم يكن ليقتل الحسين دون إذن من خليفته، وأن عادة الخلفاء إلقاء تبعة مساوئهم على معاونيهم مثلما فعل معاوية فى واقعة قتل حجر الكندى حين اعتبر المسئول عنها زياد بن أبيه والد عبيدالله.

‎يتكرر التاريخ دماً وقتلاً وعصفاً بأرواح البشر، فيحكى لنا إبراهيم عيسى فى كتابه «دم الحسين» كيف قتل عبيدالله بن زياد وقُطع رأسه، وكيف ثار المختار الثقفى بعد ست سنوات وتتبع قتلة الحسين واحداً واحداً، فقتلهم جميعاًـ ثُم قتل كل مَن شهد كربلاء من أسرى جيش عبيدالله بن زياد.

 

[email protected]