هكذا ديننا.. لا بد أن يمتد خيرك لغيرك
صلاح صيام
البر كلمة جامعة لكل معانى الخير.. لذلك وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى ضرورة تواجد فئة من الناس يتخصصون فى الدعوة إليه ليحللوا المشاكل الاجتماعية، ثم يبينون للناس وجه الإصلاح وأسس الخير فى علاج هذه المشاكل بروح المحبة مع الالتزام بحسن التوجيه بالحكمة والفطنة والكياسة واللياقة، وقد اختار المولى عز وجل أنبياءه ورسله من خيرة الناس الذين يتمتعون بالكفاءة والقدرة على ذلك، لهذا وجهنا الله تعالى إلى أن نقتدى بهم ونسير على هديهم فقال تعالى بعد أن ذكر العديد منهم فى سورة الأنعام «أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين.. أولئك الذى هدى الله فبهداهم اقتده».
هؤلاء الذين أمرنا الله أن نتخذهم قدوة لأنهم كانوا يسارعون إلى قول الخير وفعله، فكانوا نماذج حية وعناصر طيبة ودعامات صالحة، لهذا كان التخصص فى الدعوة إلى الخير هو سمة وعلامة النجاح.
فعلينا أن نهتم بأمرهم ونعينهم على أداء الواجب الذى تخصصوا فيه، ولذلك قال المولى عز وجل «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير».
إن بعض الناس يتصورون أنهم إن تمسكوا ببعض العادات الخاطئة الشائعة فقد فعلوا
البر أن تتمسك بالمبادئ النافعة وتدعو إلى نبذ العادات السيئة حتى ولو كانت عادات اجتماعية تمسك الناس بها عن جهل، فعليك أن تكون لين الجانب، واسع الصدر، طويل البال لتغير برفق ولين كل قبيح إلى شىء جميل وخلق حسن ولا تتكاسل عن فعل البر, وتظل طوال حياتك حريصاً على ذلك.
فالإنسان يخسر كثيرًا إذا عزل نفسه عن المجتمع واكتفى بصلاته وصيامه وحجه وزكاته فقط، ولكن لا بد أن يمتد خيرك لغيرك، فتقدم النصيحة برفق ولين وبذلك تكون قد تمسكت بالبر وحققت مراد الله منك وفزت بخيرى الدنيا والآخرة.