عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الإنسان.. لماذا نكتفى بالعلم ونترك الدين؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 

د. محمد داود

أُقدم وأُمهد للإجابة بأساس مهم فى التفكير العلمى، الدين له وظيفة والعلم له وظيفة، والخلط بين وظائف الأشياء المختلفة ليس عقلاً وليس علماً.

فمثلاً قد تأتى امرأة وتقول: عندى ثلاجة وأنت عندك فرن، فهل يستطيع فُرْنُك أن يثلج الأشياء مثل الثلاجة؟ فهذا لا يُعقل، فكلٌّ له وظيفة ودور يختص به، ولا يمكن الخلط بين هذه الوظائف.

- فالدين له وظيفة.. فهو يبحث فى الإجابة عن السؤال: لماذا؟

- والعلم وظيفته البحث فى الإجابة عن السؤال: كيف؟

(قُلْ سِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) «العنكبوت: 20»

والسؤال المستحق هنا: هل العلم يصلح أن يكون بديلاً عن الدين؟

والجواب: لا يصلح؛ لأن ضابط الاستخدام الآمن للعلم والحياة الطيبة هو الإيمان.. هو الدين، وبدون إيمان فإننا نسىء استخدام العلم فى القتل والتشريد ونحو ذلك, وبالتالى تنقلب الحياة إلى مصائب وكوارث، ففرق بين الاستخدام السلمى للطاقة النووية واستخدامها فى القنابل المدمرة.

وهذه الحقيقة توصَّل إليها وأقرَّها أنبغ العلماء على مر العصور..

فها هو ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء الشهير يقول: «طبقاً لهذا التجانس والانسجام الموجود فى الكون، والذى يمكننى إدراكه بعقلى المحدود، ما زال يوجد أناس يقولون: (لا يوجد إله) لكن ما يغضبنى حقيقة أنهم يقتبسون من كلامى ليدعموا آراءهم هذه».

وكذلك فيرنير هايزينبرغ، عالم الفيزياء الشهير، أيضاً، الحائز على نوبل 1932م: «الجرعة الأولى من كأس العلوم تؤدى إلى الإلحاد، لكن فى قاع الكأس الله ينتظر».

فالعلم يقدِّم الحضارة المادية، أما الدين.. فهو منهج حياة، هذا المنهج الذى وضعه الخلاق العليم، فبيَّن فى القرآن أُسس علاقة الإنسان بربه ومولاه، وهو أن يعبده ولا يشرك به شيئاً، هذا حق الخالق، (قُلْ إِنِّى أُمِرْتُ أن أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) «الزُّمَر: 11» ويبين القرآن علاقة الإنسان بنفسه فيقول: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ

دَسَّاهَا (10)) «الشمس».

ويوضح الله تعالى فى القرآن الكريم علاقة الإنسان بالكون... أن يتأمله وأن ينظر ليهتدى إلى الخالق، ويرى فى عظمة المخلوق دليلاً على عظمة الخالق، ويستفيد بهذا الكون حين يتعلم الكيفيات فى كل كائن حى، يعنى عندما يدرس الطيور وكيف تطير يصنع طائرة، وعندما يدرس الأسماك وكيف تغوص يصنع غواصة... إلخ.

والقرآن أمرنا بذلك، قال الله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) «العنكبوت: 20» وقال: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) «يونس:101».

وكلمة (انظروا) فى القرآن تساوى فى التعبير المعاصر: البحث العلمى، والتفكير العلمى، هذا هدى قرآنى وجهنا الله إليه، بل إن الدين.. الإيمان جعل صنع الحضارة تكليفاً قرآنياً (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) «هود:61» (استعمركم) أى: طلب الإعمار، وليس بالمعنى السلبى الذى شُوِّه بسبب الاحتلال والاستخراب من الدول المعتدية، ووضح الله للإنسان علاقته بالحياة الدنيا أن يتخذها مزرعة للدار الآخرة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) «البقرة».

ووضح الله فى القرآن علاقة الإنسان بأسرته (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) «الروم: 21».

فى حين أننا نجد المجتمع الغربى الآن يعانى التفكك الأسرى، وهذه إحدى الأزمات النفسية التى يعانى منها الغرب.