عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‎حكايات من تاريخ الظلم..الانتخاب بحد السيف

بوابة الوفد الإلكترونية

‎‎مصطفى عبيد

كان تولى يزيد بن معاوية السُلطة سنة 60 هجرية هو أول انحراف حقيقى فى نظام الحكم لدى المسلمين ليخرج الأمر من اختيار الاصلح إلى اختيار الأقرب. ورغم دفاع كثير من دعاة السلفية عن معاوية بن أبى سفيان وتكرار نعوت الحليم والرقيق والصحابى الجليل، إلا أنهم لم يقربوا وقائع عدوانه على حق الناس وإجبارهم على قبول بيعة ابنه يزيد رغماً عنهم.

‎قبيل وفاته نادى عمال معاوية على البلاد بالبيعة ليزيد فبايع أهل الشام وأهل العراق. أما أهل الحجاز فانتظروا رأى كبارهم الحسين، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وعلم معاوية بذلك فسافر إليهم ودخل المدينة وخطب فى الناس موضحا أفضال ابنه يزيد. ثُم اجتمع بالرجال الثلاثة وقال لهم : لقد أعذر مَن أنذر. إنى كنت أخطب فيكم فيقوم إلى القائم منكم فيكذبنى على رؤوس الاشهاد فأصفح، وأنا الآن سأتكلم وأقسم بالله إن رد أحدكم كلمة فى مقامى لأضربن عنقه. ودعا حرسه فأقام اثنين عند كل واحد وقال لهم مَن يرد على كلمة تصديقاً أو تكذيبا فاضربوه بسيوفكم، ثُم صعد المنبر وقال للناس هؤلاء الثلاثة سادة المسلمين بايعوا ليزيد فبايعوا.

‎وتلك القصة تصح وتثبت لو عرضناها على نص وصية معاوية لابنه يزيد الذى يحذره فيها من أربعة رجال من قريش هم الحسين بن على، عبد الله بن عمر، عبد الرحمن بن أبى بكر، وعبد الله بن الزبير. إنه يُحدد له قراءته وتقييمه لكل واحد منهم وكيفية التعامل معه، فابن عمر فى رأى معاوية رجل وقدته العبادة فإن لم يبق غيره سيبايعك. أما الحسين فهو رجل خفيف ولن يتركه أهل العراق حتى يخرجوه فإن خرج وظفرت به فاصفح عنه لأن

له رحمة وقرابة من رسول الله. وأما عبد الرحمن بن أبى بكر فسينظر ما فعل أصحابه وسيفعل مثلهم. أما عبد الله بن الزبير فهو الثعلب المراوغ، وإن ظفرت به فقطعه إربا إربا.

‎وهكذا توفى معاوية فى رجب سنة 60 هجرية بعد أن وطد مقعد الخلافة لابنه الذى اختلفت كُتب التاريخ حوله بين موبخٍ ومُقرٍ بما يفعل تحت لافتة الاستقرار وحقن الدماء.

‎على أى حال، أقبلت الوفود تبايع الخليفة الجديد، ولم يقبل أهل المدينة فبعث يزيد إلى واليها يأمره أن يأخذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ليبايعوا دون أخذ ورد.

‎كان عبد الله بن عمر ألينهم حين :قال لو بايع الناس لبايعت، أما عبد الله بن الزبير فترك المدينة وذهب إلى مكة ليحتمى بالكعبة ومعه بعض أصحابه. غير أن الحسين رفض البيعة، واستجاب لخطابات أرسلها له أهل الكوفة يطلبون قدومه ليبايعوه خليفة للمسلمين، إذ يرونه أحق من يزيد.

‎وهكذا كان لمزيد من الدماء أن تسيل فى سبيل مقعد الحكم، وصار جديرا ببعض الرؤوس أن تطير على بلاط السياسة، لتشهد دولة الإسلام مظالم جمة خالفت صحيح الدين الحنيف.