رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عزيزى الإنسان.. حديثكم عن الفطرة لا يتناقض مع العلم الحديث؟

بوابة الوفد الإلكترونية

د. محمد داوود

إذا ما شاعت المادية فى الحضارة الغربية اختلَّ التوازن؛ لأن الإنسان جسد وروح، فلا يعيش الإنسان بالأمور المادية فقط، ولكن هنالك بُعْدا نفسيا وبُعْدا روحيا إيمانيا يتصل بالخالق، وهذا البعد الأخير قد بينه العلم الحديث، وذلك فى مجلة العلوم الأمريكية، التى تترجمها منظمة الكويت للعلوم، والتى تُصدر سلسلة عالم المعرفة وغيرها من السلاسل القيمة النافعة.

 

وأنا أدعو العلمانيين والمثقفين والمشايخ وطلبة العلم أن يحصلوا على هذه النسخة المترجمة عبر الإنترنت..

تحت عنوان: «عبقرى بالمصادفة»، ماذا يقولون؟

خلاصة البحث: إن هناك مصحات يوجد فيها رجال كبار السن، فحدث أن ارتطم أحدهم بجبهته فى حائط، وتكررت هذه المسألة مع آخرين، وذلك بحكم السن، وعدم السيطرة على الحركة، والذى حدث من جرَّاء هذه الصدمة أنها أيقظت خلايا كانت جامدة نائمة فى الفص الأمامى الجبهى من المخ الذى فى موضع الناصية، فهذه الخلية كانت نائمة، فحدث عند هؤلاء الأشخاص إبداع جديد لم يكن لهم به سابق عهد، وذُكر فى المجلة أن بعضهم أبدع لحنًا وقطعة موسيقية غاية فى الروعة، ولم يكن له صلة بالموسيقى ولا علمها ولا بسماعها ولا بشىء منها، فلم يكن لهذا الإبداع أساس تعلمه أو مارسه قبلُ، أثناءَ حياته، لا فى الطفولة ولا فى الشباب ولا فى الشيخوخة، وألَّف بعضهم قصيدة شعرية غاية فى الحسن والروعة، ولم تكن له سابقة بقول الشعر ولا عذوبة الكلام، وأنجز بعضهم عمليات حسابية دقيقة وما كان له فى علم الرياضيات ولا الحسابات شىء فى ماضى حياته.

ولكن هذه الصدمة أيقظت خلايا فى المخ لم تكن تعمل قبل ذلك، وأيقظت عبقرية بالمصادفة، فبدأوا يبحثون حتى يصلوا بالعلم إلى كيفية إيقاظ هذه المناطق.. وقالوا بعد ذلك: نحن لا نُولد صفحة بيضاء، فما الذى يوجد فى المخ؟

وهذا يتصل اتصالًا وثيقًا بحديث سيدنا رسول الله: «ما من مولود إلا ويولد على الفطرة» (متفق عليه)، كما يتصل بقوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِى آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ» (172) «الأعراف».

فهذه هى الفطرة التى اُكْتُشِفَت بالمصادفة، وأيقظت هذه العبقرية، فأنت لا تولد صفحة بيضاء بأى حال من الأحوال، ولكن الخالق استودع هنا رصيدًا للفطرة، فيشهد العلم والمعمل لهذا الهدى الخالد.

ففى قرآن الله كل حرف، بل كل كلمة، بل كل آية، إنما فيها من ألوان العلم والهدى والإعجاز ما يعجز الناس كلهم عن إحصاء هذا الفضل وهذا الإعجاز وهذا العلم وهذا الهدى الربانى.