رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المغربلين».. هي الباشوات بالعصر المملوكي

بوابة الوفد الإلكترونية

إذا أردت أن تشم رائحة التاريخ فاذهب إلي شارع المغربلين هناك 37 أثراً إسلامياً لم يعرفها أحد من شباب «الانترنت» في العصر الحالي فعبق التاريخ الاسلامي يجذبك بمغناطيس إلي هذه الدروب والحواري والأزقة المجاورة للمغربلين ذلك الحي الذي يحكي صورة من صور الضمير الحي في المعاملات الاسلامية التجارية الذي كان شعاراً للتجار المصريين في ذلك العصر.. فهل أصبحنا لا نشم رائحة التاريخ بعد أن غاب الضمير؟!

 

قلب القاهرة وقف نبضه!!

القلب يفرح حين تري كم الآثار الاسلامية في شارع المغربلين وتدمع العيون حينما تري الاهمال يحاصرها من كل جانب! ففي شارع المغربلين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية والذي يؤدي إلي شارع المعز يقع أكبر متحف اسلامي مفتوح في العالم تجد فيه تحفة معمارية تحكي التاريخ من خلال مسجد جاني بك الأشرفي الذي يرجع تاريخه إلي عام 1426 ميلادياً، الأشرفي بني مدرسة ملحقة بداره كانت مناراً للعقول قبل مئات السنوات فسميت المنطقة تيمناً به بالجنبكية، إلا أن طاقة العلم انطفأت وأصبح سكان الشارع يحاصرهم الاهمال من كل جانب، ويقتل كل أمل بداخلهم لإصلاح أحوالهم المعيشية وعندما تسير داخل حي المغربلين ماراً بحي الخيامية والسروجية تجد المشربيات تزين المنازل علي جانبي الطريق وأصحاب المهن القديمة يقومون بتسريج الخيام لتشعر أنك في العصر المملوكي.. ولكن هذا الوصف كان موجوداً منذ سنوات طويلة أو في كتب التاريخ القديمة ولكنك وعلي الطبيعة حالياً تجد حي المغربلين قد تحول إلي حارة ضيقة غير مرصوفة لا تستطيع السير فيها بعد أن وقف نبض كل من قام بترك ذكري طيبة له أو عمل خيري ينتفع به الناس نتيجة ازدحام حي المغربلين بالباعة الجائلين الذين احتلوا الأماكن الأثرية وأغلقوها ببضاعتهم مداخل ومخارج المساجد والأسبلة والأضرحة، وزاد الطين بلة قيام أصحاب المقاهي ومحلات الجزارة والأسماك والطيور وغيرها، بفرض سطوتهم علي الحي ليتحول إلي خرابة طمست معالم الحي المملوكي قديما والذي كان يطلق عليه حي الباشوات في القرن الماضي حتي أصبح حي العشوائيات في العصر الحديث. «حي المغربلين» يحتاج نظرة من المسئولين فهو لا يقل أهمية وتاريخياً عن شارع المعز ولكنه يحتاج لقرار جرىء ليعود الحي المملوكي لجماله القديم، والذي فشلت وزارة الآثار والحكومة كلها في استغلاله سياحيا ليدر ملايين الدولارات علي خزينة الدولة بدلا من فتح أبواب الاقتراض الخارجي التي كبلت أعناق الأجيال القادمة!!

 

أسباب تسميته بالمغربلين

سمي شارع المغربلين بهذا الاسم نسبة للحرفة التي كان سكان الشارع يعملون بها في هذه المنطقة بحكم اتساع تجارة الحبوب، فقد كان من يتولي غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من شوائب هم سكان

هذا الشارع، وشارع المغربلين يتوسطه 6 أحياء في منطقة الدرب الأحمر وهي من الجهة البحرية، حارة الروم أما من الجهة الشرقية، الدرب الأحمر وسوق السلاح، أما الحد القبلي، السروجية والحد الغربي، الدوادية والقريبية. زاوية عبدالرحمن كتخدا بالمغربلين «1142هـ- 1729م» تقع هذه الزاوية بشارع المغربلين، أنشأها الأمير عبدالرحمن كتخدا، والكتخدا كان وكيل الباشا ممثل السلطان في مصر ينوب عنه في كامل اختصاصاته.

وتعتبر هذه الزاوية من أجمل آثار عبدالرحمن كتخدا بمدينة القاهرة فواجهتها من الحجر وتمتاز بالزخارف الجميلة المنحوتة نحتا متقنا، ويتكون هذا البناء من طابقين إذ يحتوي الطابق الأرضي منه علي 3 حوانيت تشرف علي الشارع وتوجد خلفها من الداخل حنفيات للوضوء يصل إليها الإنسان من مدخل الزاوية، أما الطابق العلوي فيحتوي علي قاعة كبيرة للصلاة يصعد إليها بسلم ولها ثلاث نوافذ تطل علي الطريق وعليها خشب علي شكل تربيعات صغيرة من نوع المشربيات، والسقف مكون من كمرات من الخشب مزخرف بزخارف ملونة، والسّلّم يصل إلي ردهة تتقدم المصلى ويواجهها باب يصل إلي سلم صغير يصل الإنسان منه إلي شرفة صغيرة تقع عند مدخل الزاوية، وتحمل هذه الشرفة من الخارج عدة صفوف أفقية من المقرنصات الجميلة وهي أشكال جميلة تشبه بناء بيوت النحل وهي تقوم مقام المئذنة للدعوة إلي الصلاة.

حي المغربلين يواجه إهمالا شديدا من وزارتي الآثار والسياحة رغم أنه أحد الأحياء المهمة في قلب القاهرة الفاطمية ولا يقل أهمية عن شارع المعز الذي جددته الحكومة وحافظت عليه وأنفقت في ذلك الملايين من الجنيهات، رغم أن منطقة المغربية مع حي الخيامية والسروجية يمثلان عبقا تاريخيا يجمع بين القديم والحديث فحي المغربلين حي شعبي ذو تاريخ بوسط القاهرة من أشهر من ولدوا به الفنان محمود المليجي.