رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ محمد بدر حسين.. نجم ساطع في عالم التلاوة

الشيخ محمد بدر حسين
الشيخ محمد بدر حسين

اتبع طريقة مثلى فى تلاوة القرآن لم ينافسه فيها أحد لما تميز به من علم وثقافة دينية ووقار، إضافة إلى إتقانه لأحكام تلاوة القرآن الكريم وحسن الانتقال بين آياته على طريقة عملاق التلاوة المصرية الشيخ مصطفى إسماعيل، وقد كان الشيخ محمد بدر حسين حريصًا على إتمام تعليمه بالأزهر الشريف، حتى أسهم فى نشر العلوم القرآنية فى شتى بقاع العالم الإسلامى خلال شهر رمضان المعظم، وفى المؤتمر والمحافل الدولية قارئًا لكتاب الله تارة، ومحكمًا فى المسابقات الدولية تارة أخرى، ولهذا لم يكن من العسير أن يصل إلى ميكرفون الإذاعة عقب حصوله على الثانوية الأزهرية والتحاقه بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث عرف طريقه إلى الشهرة والانتشار من خلال حرصه على مرافقة كبار القراء ومشاهيرهم فى مطلع الستينيات، أثناء وجودهم فى المساجد الشهيرة فى القاهرة، حتى استطاع أن يعتلى دكة مساجد الأزهر والحسين والسيدة زينب، خلال رحلته القرآنية التى اقتربت من النصف قرن من الزمن قضاها جلها فى كنف القرآن وخدمة علومه.

ولد الشيخ محمد بدر حسين بمدينة السنطة مركز طنطا بمحافظة الغربية فى يوم 3 نوفمبر عام 1937 لأسرة متدينة يحفظ عائلها القرآن ويهتم بتحفيظه، وكان والده تقيًا ورعًا، ولهذا اهتم بتحفيظ ابنه القرآن فى سن مبكرة، من عمره، فقد ألحقه بكتاب القرية وظل يتابعه، حتى حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز العاشرة، ثم ألحقه بالأزهر الشريف ليحصل على الثانوية الأزهرية عام 1964، لكنه كان يعشق أحياء الليالى القرآنية، فكان يقبل الدعوات لإحياء هذه الليالى، فى بلدته، والبلاد المجاورة وعندما انتقل للقاهرة كان قلبه متعلقًا بالأماكن الدينية كالأزهر الشريف والمسجد الحسينى والمسجد الزينبى، فكانت هذه المساجد من أهم المنابر القرآنية التى قرأ فيها أمام المسئولين، حتى شجعه الكثيرون على الالتحاق بالإذاعة كقارئ للقرآن، فما كان منه إلا أن تقدم للإذاعة طالبًا الاختيار أمام لجنة اختيار القراء فى عام 1961م، وكان عمره وقتذاك لا يتعدى أربعة وعشرين عامًا، حيث تقدم 160 قارئًا وقتها دفعة واحدة للإذاعة، وتمت تصفية هذا العدد إلى أربعة قراء فقط كان فى مقدمتهم، وتكونت لجنة الاختيار من الإمام عبدالحليم محمود شيخ الأزهر رئيسًا والشيخ أحمد السنوسى، والمؤرخ الموسيقى محمد حسن الشجاعى، والشاعر هارون الحلو، والإذاعيين عبدالحميد الحديدى، والأستاذ أمين عبدالحميد، وبعد التحاقه بالإذاعة ذاع صيته واشتهر، وكان يكمل دراسته الجامعية وتخرج فى كلية أصول الدين عام 1968، مما أتاح له الفرصة، لأن ينهل من علوم القرآن ويؤهله لأن يتلوه عن اقتدار ودراية، وسرعان ما كان تتم دعوته للقراءة أمام المسئولين لإحياء المناسبات الكبيرة فى مصر وخارجها، وأطلق عليه «القارئ المغرد» و«القارئ العالم» وفى سنة 1971 التحق بالتليفزيون مما كان له الفضل الأكبر فى اتساع شهرته وذيوع صوته.

فى أعقاب تخرجه عمل الشيخ محمد بدر حسين مدرسًا بالمعاهد الأزهرية فى محافظة البحيرة ثم مدرسًا أول بمعهد دمنهور الثانوى، وفى مطلع الثمانينات تمت ترقيته إلى وظيفة مفتش بالمعاهد الأزهرية فى البحيرة، ثم موجه عام بنفس المنطقة وفى عام 1970 عين قارئًا للسورة فى مسجد السيدة سكينة، وعلى امتداد ربع قرن حتى عام 1993 وفى نفس العام انتقل إلى مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ حتى عام 2000 عندما انتقل لمسجد سيدى أحمد البدوى فى طنطا بالغربية، الذى ظل فيه حتى وافته المنية.

شارك الشيخ «بدر حسين» فى العديد من المؤتمرات الدولية الكبرى باعتباره عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ومثل مصر فى المسابقات العالمية والدولية كمحكم للقرآن فى كثير من دول العالم، وعندما نظمت ماليزيا مسابقتها الدولية لاختيار أحسن قارئ على مستوى العالم فى حفظ القرآن وتجويده عام 1970 اختير الشيخ محمد بدر حسين لعضوية

لجنة التحكيم على الرغم من حداثة سنه وقتئذ، مع بقية أعضاء اللجنة المرموقة، وفى نهاية الثمانينات دعته الأردن لافتتاح مسجد الملك عبدالله، ولمدة شهر كامل قبل سفره إلى العراق للمشاركة فى مؤتمر إسلامى حيث افتتح المؤتمر بصوته وحرصت الإذاعة العراقية، على أن تسجل له ساعات من القرآن المجود بصوته.

وقد فاقت شهرة القارئ الشيخ محمد بدر حسين مصر، حيث وصلت لبلدان العالم الإسلامى، وقرأ القرآن الكريم فى أشهر مساجد الهند، وقد سافر إلى الجزائر عام 1964 وقرأ فى أشهر مساجدها، وفى عام 1966 سافر لليمن، وفى عام 1967 سافر إلى تونس، وقرأ بأكبر مساجدها، وفى عام 1970 سافر للسودان وفى عام «1972 - 1974» وجهت له الدعوات من حكومة البحرين لإحياء ليالى شهر رمضان، وفى عام 1975 سافر «بدر حسين» إلى أمريكا، وقرأ بأكثر من 10 ولايات بدعوات وجهت له من الجاليات الإسلامية هناك، وسافر إلى الكويت عام 1977 بدعوة من حكومتها لإحياء ليالى رمضان المعظم، وسافر أيضًا لدولة الإمارات العربية فى شهر رمضان، وبعدها بعام سافر إلى البرازيل ولمدة ثلاث سنوات، وعاد منها لإحياء ليالى رمضان فى دولة الإمارات الشقيقة.

كُرم الشيخ محمد بدر حسين من العديد من الدول التى سافر لها، وقدم إليه الملوك والرؤساء والمسئولون هدايا تذكارية عديدة، لكن كان أقربها إلى قلبه قطعة من كسوة الكعبة المشرفة كان قد أهداها له الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، والذى دعاه لحضور مراسم غسل الكعبة المشرفة وتبديل كسوتها، وكذلك منحه تسجيلًا كاملًا للقرآن الكريم بصوت الشيخ الحذيفى، أيضًا كرم الشيخ «حسين» من ملك ماليزيا، حيث قدم له الزى الرسمى لبلاده، تقديرًا لدوره فى عضوية لجنة التحكيم بمسابقة ماليزيا الدولية، أيضًا أهداه الرئيس بورقيبة عام 1967 ساعة يد من الذهب الخالص هدية لجهوده فى خدمة القرآن وتلاوته، وأهداه أيضًا الملك حسين ملك الأردن ساعة يد أثناء حضوره افتتاح مسجد الملك «عبدالله»، وقد شهد الشيخ «حسين» على اعتناق خمسة أشخاص الدين الإسلامى فى المركز الإسلامى بواشنطن.

النهاية.. فى 28 مارس 2002 رحل الشيخ محمد بدر حسين إلى الرفيق الأعلى وترك ذرية صالحة من بعده هم أولاده أربعة أبناء العقيد أحمد بدر حسين، والمقدم محمود بدر حسين، وله أيضًا بنتان، رحم الله، ذلك القارئ القرآنى الذى خدم القرآن قارئًا ومحكمًا ومعلمًا طيلة النصف قرن، ليحفر اسمه بأحرف من نور فى سجل دولة التلاوة فى العالمين العربى والإسلامى معًا.