رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة علي الأطلال

كم كنت أتمني ألا أسمي أرض مصر اليوم بالأطلال ولكن الاعتراف بالواقع المر هو بداية للطريق الصحيح، وطن ممزق لا كيان له دستوريًا أو سياسيًا ولا هو مدني ولا هو ديني

، شعب لا طعم له جمع بين الحابل والنابل في أتون من نار هادئة، هل مصر استقرت بعد الثورة أم أثارت ركام القاع ليعلو فوق سطح الأحداث والمستقبل، هل هدأت النفوس الثائرة وأصبحت هادئة أم أنها ازدادت الأنواء والأمواج الهائجة لتشكل تسونامى مصري؟ يا نهار أسود! هل هذه هي مصر الذي نعرفها، نحن نعرف أن الحوادث تكتسح أمامها كل مخلفات الماضي لتبني مستقبلاً أفضل واليوم يمر 9 أشهر ونحن محلك سر بل وازداد الطين بله من هذا الهوس الديني والاتجاه المتشدد علماً بأن ملامح الإسلام الجميلة هي الوسطية والعقلانية. وصارت التنمية تلعب أفضل أدوارها، فالكل يبتسمون للمستقبل وفي يد كل منهم خنجر مسموم يمسكه خلف ظهره استعداداً لليوم الذي سيمزق به ما تبقي من مريدى الليبرالية والحرية والديمقراطية.. هل هذا شعب يريد الحياة؟ هل هذا وطن يعد نفسه لمستقبل أفضل؟ مصر أصبحت غابة آسف للتشبيه لأن الغابة لها قانونها، أما مصر اليوم يحكمها الغوغاء والبلطجية وقيادة مهزوزة ومهزومة تخشي التوقيع علي أي قرار حتي ولو كان شهادة مرضية لموظف غلبان بعد أن شاهدت الأحكام الجنائية في لمسة سياسية، إن الاستقرار ليس فقط في النفوس والأمان في الشارع أو الدار ولكن أيضاً والأهم القضاء العادل وهو كل ما تبقي لنا، وأصبح المنظر العام كقطعة الشطرنج، الوزير عاوز ياكل الفيل والعسكري بيتاكل مع أول حركة والطابية خايفة من الحصان النطاط والملك مستخبى في التبييتة ولا أحد يستطيع أن يقول له «كش ملك».
ولكن وللحق أقول إننا كسبنا من الثورة مجالات ما كنا نحلم بها من حرية الصياح علي الفاضي والمليان في المطالب الفئوية والشعبية وهم يعرفون أن تلبيتها فوراً من المستحيل. وعرف المصري أخيراً أن له صوتاً يشارك به في أخذ القرارات وزوال الخوف ونمو الإحساس بالكيان الإنساني ولكن للأسف مع ظهور التحركات السلفية من تحت الأرض كانت مستخبية والتعرف عليها وعلي نياتها الجاهلية الوهابية والتي أشبهها بالشيطان (الحية) وهي تغرى حواء علي الأكل من شجرة المعرفة والحياة فلعنها الله وجعل بينها وبين ابن الإنسان عداء وإذا أراد قتلها فليسحق رأسها لأنه إذا قطع ذيلها نما بقوة من جديد.
لا أدري ماذا أقول وماذا أفعل لهذا المأفون أو ذاك المجنون الذي يطلب فرض الجزية علي الأقباط «اخرس الله فاهك وقص لسانك» وأنت تنفخ في أتون حرب أهلية.. هل يمكن أن تدلنى علي الآية التي جاء بها أن الأقباط يجب أن يدفعوا

الجزية؟ هذه واحدة والطامة الكبري تكفير الأقباط والله أعلم أنك الكافر لأنك لا تعترف بما جاء بالقرآن الكريم «يا أخ ياسر برهامي» وجاء بسورة المائدة 83 إلا إذا كان القرآن الذي تشير إليه غير القرآن الذي بين أيادينا اليوم. يا أخ ياسر اتقي الله إن كنت من المؤمنين.
وارجع عن حديثك الذي جاء بصوت الأمة 19/9 في دراسة تحت عنوان أسبوع التخاريف للسلفيين على ألسنة سادة السلفيين فضيلة الشيخ ياسر برهامي والشيخ رسلان والشيخ عامر والداعية الداهية السلفي الشيخ عمر بن عبدالعزيز القرشي، وجاءت فتوي الشيخ عامر لتزين هذه التخاريف، عندما تابعت أفكار هذه العصابة أو الشلة أصابني رعب ولكن بعد شيء من التفكير أصابتني نوبة من الضحك كيف يكون بيننا أناس بهذا الشكل والفكر المريض وكل أفكارهم تتمركز حول الجنس والعري وتوابعه ليعطي مؤشرات إلي أن هذا أهم المجالات في تفهمهم للحياة وتركوا أي برامج حيوية مثل الاقتصاد أو الاستثمار أو التربوي أو التنموى أو القانوني أو التجاري أو ما جاء من الأمم المتحدة من حقوق إنسانية، أقول دعوا شخصاً واحداً منكم يتكلم عن العلم والتعليم عن الذرة وزراعة الصحراء، عن التعايش السلمي مع الآخرين، أنتم للأسف لا تعيشون بيننا بل يحيون أمواتا علي كوكب آخر، عندما قال لينين الشيوعي إن الأديان آفة الشعوب تصورون أنه قد اطلع علي أفكاركم الوهابية وما شابهها والأفكار المارقة المتشابهة في المسيحية أن الغرب وصل إلي القمر لأنه وضع حداً بين الدين والدنيا، اتكلم يا معشر الشر عالة علي المجتمع الدولي وعالة علي نهضة مصر، إن مصر اليوم أتصورها بمريض يحمل ميتاً علي كتفيه فلا هو قادر علي العلاج بهذا الحمل ولا هو قادر علي دفن هذا الميت.. والله أعلم.

-------------------
*عضو الهيئة العليا