رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورات في كشف العورات

في مقالي السبت الماضي استفتحته بـ«وا ثورتاه» واليوم أقول وا عورتاه تلك التي كشفت عنها سريرة وأسرار الإنس والجن وقد عبر عنها د. جميل برسوم في جريدة «المصري اليوم» 25/8 بأسلوب واضح وضعنا جميعاً أمام ضمائرنا كتب: «أن التيار الإسلامي يثق تمام الثقة في أنه سوف يفوز في الانتخابات التشريعية القادمة

بما يمكنه وحده من وضع دستور الدولة الإسلامية، ولذا فإنه يعارض بشدة وضع مبادئ دستورية قبل الانتخابات لأن ذلك سوف يحرمهم من صياغة الدستور وفقاً لمبادئهم وحدهم». إن النيات المبيتة تفوح بالغدر والتلاعب لأغراض كانت خافية واليوم ظهرت علي حقيقتها، أولاً لقد تم ركوب الثورة، «بلاش كلمة ركوب» أقول لقد أغتيلت الثورة وتم استغلالها لأغراض ما كان يحلم بها هؤلاء المغرضون، واسأل أين كانوا عندما قدم بعضاً من شبابنا رقابهم للذبح وأجسادهم للسحل؟ أين كانت شجاعتهم وحميتهم يومئذ؟ وهل كنتم تجرأون في الخروج من أوكاركم حتي لتهتفوا «لا إله إلا الله ومحمد رسول الله»، واليوم تستأسدون وتنادون بالمليون وترفعون علم بلد آخر بدلاً من علم مصر!!، لقد كان حدثاً مقيتاً وهم يعبرونه باضمحلال وطنيتهم وانتمائهم لمصرهم، ثانياً: بهذا الأسلوب قسموا مصر إلي قسمين أي شطروها، قسم الكفرة وقسم المؤمنين، إن هؤلاء الكفرة هم إخوتهم في الوطن ولهم ذات الحقوق والالتزامات، أما الإيمان في القلوب التي يعلوها الله، إذا وبأي ضمير حي يرتاحون وهم يشاهدون الشعب ينقسم علي نفسه لأغراض يقولون إنها دينية وهي أغراض في حقيقتها دنيوية.

لا سامحكم الله ولا أقر لكم بأغراض مبيتة لأنه رحيم بمصر، وهو يري الدماء القادمة في الصراعات والانتخابات تلوث كل ما هو جميل وطاهر، عودوا إلي ضمائركم اليوم قبل الغد لأني أراه كتلة من السواد والأنين.

إن المدنية كلمة أصبحت مثيرة للقلق فهي ليست خطاً مستقيماً ضد الدينية، إنها تضع الحدود الكافلة للحريات والمواطنة وهي ليست خليطاً بين السياسة والدين كما يريد البعض تصويرها، فالسياسة لها آلياتها والدين له تجلياته، والخلط بينهما يفسدهما معاً، إن المدنية هي الخط الأحمر لسيطرة التيار الإسلامي المتشدد وللعبث بوحدة هذا الوطن وسلامته فهي الحصن الآمن من غدر الزمن والكلمة مدنية والتي جاء ليست عفواً أو سهواً علي وثيقة د. علي السلمي الرائعة عند بداية الإعلان عنها

سرعان ما أزيلت واكتفوا بأن مصر دولة وطنية كما لو كان هناك اتجاه وطني آخر.

ولعله من المفيد الرجوع إلي مقال سامح مكرم عبيد في «المصري اليوم» 15/7 في تحليله الموضوعي للعلاقة بين المدنية والدينية.

المدنية وكل ما تعنيه من رقي وعزة وحرية وعلم أصبحت بعبعاً لهم وهم يجرون البلاد إلي هاوية الظلام وتكبيل الحريات واذكاء روح التعصب والعنصرية لأنه في ضمائرهم كل من ليس منهم فهو كافر ضدهم.

إني أضع سلامة البلاد في عنق شباب الثورة إذا ما كانوا للآن علي استعداد لاستمرار الثورة حتي تستقر البلاد علي الديمقراطية المدنية والمواطنة الكاملة التي هي حق وليست منحة، إن جيش مصر العظيم وهو الحقيقة الوحيدة الباقية لإنقاذ البلاد عليه أن يحافظ علي التوازن القادم وأخيراً كفة المنادين بالحريات وعلي رأسهم الوفد والذي تراهن جموع الشعب علي موقفهم الصامد.

إن هذه الثورة الرائعة المحتشمة كانت كاشفة للعورات التي كانت مستترة واليوم تعرت، ويا ليتها كانت عورات سليمة لأمكن التفاهم معها إما كونها عورات منقوصة فلا سبيل للتفاهم بالحسني معها.

إن الأيام القادمة ستضحكنا ضحكاً كالبكاء.. يا إلهي لا ترينا هذا اليوم الأغبر ولا تحقق إلا ما كان نافعاً لمصر جامعاً لشعبها واضعاً النيات الحسنة والرحمة والعدالة وقيم الإنسانية بدلاً من الذين يرتكبون الخطايا والأغلاط تحت راية الدين ويستخرجون من معاني آياتك الطاهرة كل ما يناسب نياتهم ويرهبون الناس وهم رافعون كلماتك المقدسة لعلهم لا يعلمون أن كلماتك تحمل رحمتك وعفوك لهم. آمين.

عضو الهيئة العليا