رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في عالم القمامة (الزبالة)

 

جذع الكلمة هو «زب ل» والتي تسببت ظلما في إحراج وزير له قيمته وقدره وقد كثر تداول هذا اللفظ ومرادفاته.. فكلمة جاربدش الإنجليزية تعني قاموسا: نفاية، قمامة، حثالة ويجري تحت كل صفة مختلفة. والزبالة التى أقصدها هنا اولا تتعلق بالزبالة أي القمامة وهي فضلات الانسان الحياتية

وهي في الأساس ما تبقى من مأكولات ومشروبات وتوابعها من مقشورات وحافظات ومعلبات أو بقايا الأطعمة.. وتحضرني هنا كلمة البقية (البيئة) والتى كانت تقصد بها السيدة/ الفاطمية في الغزو الاسبانى والتى كانت تقصد بها ما تبقى من مأكولات وكانت تخلط كل ما تبقى من مأكولات بعضها على بعض وتعطيه للسائل الجوعان.. ونتج عن هذا الصحن الاسبانى الشهير «باييلا» وهي آكلة أساسها الارز ويضاف اليه اختيار العديد من المقبلات والاضافات والمحسنات ما بين الطعم الحلو أو الحريق ولكن في مصر لا نتصدق بالبقية بل نلقيها على حالتها العشوائية على أرصفة الطرقات، وهذه الزبالة هزمت الحكومات وقد بلغ حجم هذه المواد العفنة أن استحوذت على جزء من مسار الطريق وسأل سائل صديقه: أين تسكن يا أخي؟ فرد قائلا: الشارع الفلاني لغاية ما تلقى كوم زبالة، أنا ساكن أمامه. وفي الحقيقة أن الجاني هو المجني عليه وهو الشعب المصري وعدم قدرة وقوة الحكومات واستجابة الشعب على تنظيم هذه العملية أساسا بوضع المخلفات داخل أكياس مخصصة لذلك بعد فرزها وتصنيفها ما بين مواد رخوة وأخرى بلاستيكية أو زجاجية أو معدنية تم قفل هذه الأكياس ووضعها في أماكن معدة لذلك سلفا بحيث يتم وضعها عصرا ويتم نقلها في الصباح التالي فجرا.. أي، حملة نظافة تتعاون فيها وسائل الاعلام والمحليات وقانون يحقق ذلك يتم تطبيقه بكل حزم.
هذا من ناحية الفضلات الانسانية الحياتية ولكن هناك زبالة أخرى تحت بند حثالة فنحن عندما نريد تحقير شخص نقول «ده حثالة» أي لا أخلاق له أو أنه من الفضلات الانسانية وهذه الحثالة من الناس نصطدم بها دوما وفي كل مكان وزمان لأنها نتاج التربية الاسرية السيئة ولعلى هنا القي المسئولية على

حكام مصر بعد انقلاب 52 وهذه حكاية أخرى.
وأذكر في هذا السياق أنني شتمت أخي قائلا: «يا حمار». فأحضرت أمى الشطة الحمراء وفتحت فمي عنوة ووضعت الشطة ومنعت عني أي شىء يلطف قسوة الشطة وللآن أذكر طعمها في فمي، وأذكر قول السيد المسيح: ليس كل ما يدخل الفم ينجسه بل كل ما يخرج منه.
وأذكر ماذا أسمع على مرار اليوم قاذورات لفظية تنال الوالدان والجنس بجوار النميمة فنطلق سبابا وصفات مثال: أما بتاع نسوان أو خمورجي أو حرامي أو شاذ أو فل «مفرد فلول» أو كافر أو ملحد أو بيئة «يعني حثالة» وهذا أرق ما أستطيع كتابته.
ماذا أقول عن انسان يفتح زجاج سيارته ويلقى في عرض الطريق بنفاية أو كانز أو سيدة تلقى بفضلات طفلها.. ماذا اقول عن رجل حباه الله بعقل وضمير وهو يلوث سيرة سيده أو يلعنه هو وأجداده لأنه يخالفه الرأي أو يحسد أو يشمت أو يعري الآخر من كل فضائله.
أرى أن هذه الأخلاق والتصرفات والمنطوقات هي نوع آخر من الزبالة الانسانية وأذكر هنا قول شوقي: انما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا. اذا رغبنا في بناء مصر فليكن أولا بناء الشعب وتربيته وتعليمه وتحرير عقلة من السلفيات وطرق الاملاء: فشعب جاهل هو شعب من عبيد، والعبيد لا ديمقراطية لهم ولا حرية.


عضو الهيئة العليا