رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عض رغيفى واحترم عقلى

دوامة كل يوم بين الصحف والفضائيات الغنى منها والتافه المخترق منها والمتلون ورموز تعلو ثم تهوى وأخرى على أجساد ترتقى وأعناق ترفع ثم تتلوى في الذل والهوان، وكل صباح قتلى وأحكام تضع ابداناً خلف القضبان أو معلقة بأحبال المشانق..

لقد كرهت الحياة وأكثر ما يؤلمنى عدم احترام عقلى، وقد جعلوا من مخى رقائق رافضة لكل ما يجرى حولي،  أنى أراك حائرا مكتئبا مثلي، سامحنى ودعنى أتبادل معك بعض الألغاز لعلنا نفك أسرارها.  أطالع فى إحدي الصحف أن الأمن قبض على خلية من ستة إرهابيين واعترفوا بأنهم قاموا بقتل كذا ونسفوا كذا، وهذا معناه أنهم سوف ينالون العقاب بين سجون أو مشانق، هل لك ان تتصور أن هؤلاء قد اعترفوا بجرائمهم حبا وتعاونا مع السادة المحققين؟ ولم ينلهم جزء من التعذيب؟ نحن في حالة حرب وكل إجراء للوصول للحقيقة مقبول. ثم لننظر قضية مواطن اسمه إسلام البحيرى، إنى أحييه وبدون الدخول فى صلب الموضوع لأنى لست مؤهلا لذلك ولكن تحيتى له على شجاعته ومحاولته إلقاء الضوء على منطقة مظلمة «تابو» لعله ينير العقول وأراد أن يبعد الكهانة عن الإسلام وهو ليس ببعيد عنها اليوم... ومعنا حالة مماثلة كان رائدها الإمام عبدالحليم محمود طيب الله ثراه أو مارتن لوثر القس الألمانى عندما أراد ترجمة الكتاب المقدس إلى الألمانية فرفض طلبه فاحتج وتم شلحه وسمى ومن كان معه بالمحتجين «البروتستانت»... كما فعلها قداسة البابا شنودة في اللقاء والاتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية ليحل الخلاف حول طبيعة السيد المسيح. إن إسلام قد كشف الجرح وعلاجه ليس بالقانون أو التعصب ولكن بالجدل والفكر.
والآن دعنى آخذك إلى رحاب الدوامة الدولية... هناك حقيقة وهي أن مصر أم العالم وأول الحضارات ولعبقرية المصريين القدماء ولا أقول الفراعنة لأن هذه التسمية تهز أوتار الغضب والحقد عند اليهود والإخوان والسلفيين... أقول أنهم باختراع الكتابة استطاعوا الحفاظ على تاريخ هذه الحضارة في حين أن حضارات أخرى ظهرت واندثرت مثل: اليونانية والرومانية والفارسية وإمبراطوريات ذهبت مع الريح وآخرها الانجليزية التى قيل عنها يوما أن الشمس لا تغرب عن مملكاتها وماذا هى اليوم جزيرة تتقاذفها أمواج المصالح الأمريكية والأوروبية... المهم أن

هناك امبراطوريتين تريدان إعادة التاريخ وهى الإمبراطورية الفارسية (ايران) والعثمانية (تركيا) والتنين الصينى من جانب والدب الروسى على جانب آخر وتأتى أمريكا لتلعب دورا يائسا لتحافظ على وجودها، ولما كانت مصر والسيطرة عليها هى الجائزة والمفتاح لإعادة ترتيب العالم فقد أفسدت هذه المحاولة له فكان عليها أن تعيد بناء الدولة وفي ذات الوقت تواجه الحرب الدائرة. 
إن الحرب العالمية الأولى قامت وانتهت لوضع أسس تبين أنها هشة ولم تصمد أمام الجحافل الألمانية فى الحرب العالمية الثانية والتى قسمت العالم إلى منتصر ومهزوم فكان لابد من تعديل جديد وهو ما نحن بصدده اليوم الحرب العالمية الثالثة التى لها آليات ونظريات جديدة وهى المشاركة بدلا عن المحالفة ويترنح السلام العالمى بين حروب اقليمية محدودة ومؤامرات دولية تتغير وتتلون حسب الأحداث ولم تعد هناك نصرة الأعداء والأصدقاء أى ليس التحالف بل المشاركة في تقسيم الأسلاب، وبالتالى أصبحت العداوة والصداقة كلمات قاموسية احتل مكانها المصالح لهذا فإن التحاليل النمطية التى عهدناها في سالف العهد لم تصبح المعيار لتفهم ما يجرى على الساحة اليوم... إن العالم حاليا أصبح في حالة جنون وألغاز وكلمات متقاطعة عليك حلها من خلال كلمات السطر الافقى مع كلمات السطر الرأسى.
وأخيراً إن أهم ما أراه اليوم هو إعادة بناء المواطن المصرى الذى بنته ثورة 19 وأفسدته ثورة 52، هذا المواطن هو الذى سيعيد بناء مصر ووحدتها وأمنها وعزتها. وتبقى مصر شامخة

عضو الهيئة العليا