رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر وإن جارت على عزيزة....

مصر وإن جارت على عزيزة... وأهلى وإن ضنوا بى كرام، صدقت يا شوقى يا أمير الشعراء. تذكرت هذا البيت وأنا أتابع الحكم الصادر بالموافقة على مزدوجى الجنسية للتقدم بالترشح للبرلمان ثم سماح اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق لـ70 مصريا بالتجنس بجنسيات دول أجنبية...

وراودتنى أفكار وأحاسيس متباينة وهواجس دارت بذهنى متصارعة وتعود بي الذاكرة يوم أفرج عنى جمال عبدالناصر من الاعتقال بالقلعة واستقبلنى الصديق اللواء حسن طلعت رحمه الله مهنئاً في مكتبه، وذكر أن هناك تعليمات بالموافقة على رغبتى في الهجرة وتسهيل هذا الأمر إذا رغبت، فقلت له: لست أنا من يهاجر فقد ولدت على هذه الأرض ورضعت الوطنية وعشقت هذا التراب الذى جئت منه وإليه سأعود... لقد جبت العالم شرقا وغربا ولم أجد نفسى إلا بين أهلي فأنا مصرى حتى النخاع وكثيرا ما شكرت ربى أنه خلقنى لأعتز بمصريتي وأفخر بالانتماء لها.
وجال بخاطرى أحاسيس الملايين الذين هاجروا ولكل منهم له أسبابه ولم تتوقف الهجرات المتتالية على مر الزمان وبلغت الأعداد أكثر من 2 مليون قبطى وشملت الآلاف من المسلمين... وهؤلاء لكى تقبلهم الدول الأجنبية قد راعت فيهم الصفات والخبرات لتعزز وتقوي بهم قدراتها العلمية فهاجرت عقول مصرية عظيمة ونبغ الكثيرون منهم فكانوا قرة العيون وفقدتهم مصر هم وأولادهم، وحسنا فعل الرئيس السيسى بندائه لهم بالعودة إلى مصر فهي في حاجة اليوم إليهم.
أتصور هذا المهاجر وما يجول فى نفسه من مشاعر ضاغطة... لا شك أنها لحظات مريرة مر بها ليأخذ قرار الهجرة... وكثير منهم من كان لى علاقة بهم يرغبون فى العودة

أو على الأقل يدفنون بها... إن المصرى إنسان مرتبط بأرضه ووطنه وعشيرته ارتباطا يكاد يكون مقدسا... فلدينا الملايين الذين يسكنون القرى والنجوع يولدون ويموتون ولا يذهبون الى المدينة أو المحافظة.
والسؤال لماذا يرحل المصرى إلى الخارج عاملا بالأجر طالبا لقمة العيش أو مغامر بحياتة غرقا فى مياه البحر طالبا مستقبلا وحياة كريمة... لماذا يطلب إنسان الهجرة أي ذهاب بلا عودة؟ لأنة فقد الانتماء لهذا البلد الذى لم يستطع أن يقدم له حياة كريمة أو لخوفه على عائلته من الإرهاب والتعصب... وأقول أسفا إن مصر كانت منذ محمد نجيب حتى مرسى عزبة كبيرة نهبت خيراتها واستعبد شعبها وها نحن اليوم نصارع للبقاء فنتجرع سم السياسات الخاطئة والدكتاتوريات الغاشمة وليذهب الشعب إلى الجحيم وهو ما نعتلى به اليوم... رؤساء كان كل همهم الحفاظ على كراسيهم ومكاسبهم.
أتمنى أن أعيش اليوم الذى أرى فيه هذه الطيور المهاجرة وهى تحلق في سماء مصر عائدة إلى أعشاشها سيكون يوماً عظيماً أراه قادما.
وتبقى مصر وشعبها أول من سكن عمر هذا الكون.

عضو الهيئة العليا