رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ومن الجهل ما قتل

كتب ياسر شعبان في تمهيده لكتابه «حقوق الانسان»: كانت الحروف المكتوبة بالقلم علي الورق هي وسيله التواصل والمعرفة، وحتى بعد ابتكار ألة الطباعة علي يد يوهان جوتنبرج عام 1447 تم تعريف الأمية بأنها الجهل بالقراءة والكتابة. (هذا عدى الفراعنة الذين كتبوا علي الحجارة والبردي مداخله).

وعندما أصبحنا في العصر الرقمي، مع ظهور الكمبيوتر والانترنت تم تعريف الأميه بانها الجهل باستخدمهما، والآن أصبحنا في عصر المعلومات ونعيش ثورتها وانتقلنا الي مستوى جديد لتعريف الأمية، ليصبح عدم الالمام بعلوم العصر مقياسا لأمية المواطن بعد إجادته للقراءة والكتابة. وأصبحت مقولة اعرف شيئا عن كل شىء هي شعار عصرنا الحالي وذلك تحت عنوان أكبر وهو «تكامل المعرفة».
ومن المفارقة المحزنة أن الجهل والأمية أصبحا سمة من حياتنا حاليا. ان شعب مصر كان أول خيوط النور والمعرفة فكانت العلوم الفلكية والحقوقية والطبية والتوحيد منقوشة علي جدران المعابد، كان ذلك عندما كانت مصر واحة خضراء آمنة وسط بحور ثلاث الأبيض شمالا والأحمر غربا والصحراء المترامية شرقا  والمدخل إلي القارة السوداء جنوبا فهي في قلب الجغرافيا والتاريخ والعالم وكانت سيناء بوابتها الشرقية مخرجا الي العالم وكانت أيضا مقبره للغزاة.
ويأخذني الحديث عن منظومة التعليم والعلم لأجد أمامي صرحين شامخين هما: الأم والتعليم – الأم (مصر) ولادة للعمالقة وترعى وتربي وتنشئ الأجيال والتعليم، دار العلوم والمعرفة تصقل وتغني العقول – الأم بحنانها تعطي الطفل الأمان وبرعايتها تجعل منه مواطنا صالحا والطفل في هذا المكان الضيق من الجسد والدار يتعلم الحب والانتماء ثم

يكبر جسده وعقله ويخرج إلى العالم فتتسع أمامه الآفاق من دار له سقف إلى وطن متسع الآفاق – فإن شب جاهلا جهل معه الوطن وإن شب فاشلا إنهار معه الوطن – لهذا كان التعليم والعلوم هما الأساس لبناء وطن قوي غني برجاله.
وأخيرا أقول: نحن الآن بمثابة القتلى والقتلة – شعب صار يقتل نفسه بنفسه فأنهار التعليم فانهارت الدولة. إن نجاح منظومة التعليم هو نجاح لمنظومة الحياة لأمة تريد الحياة هو الباب إلى كرامة الانسان وإلى معرفته لحقوقه والتزاماته هو عشق الوطن والانتماء له – دعني أطلق عليها «صناعة العقول» فهي بمثابة بنك للعقول والأحلام لأن مستقبلاً بلا آمال هو أضغاث أحلام.
وأخيرا إن الجهل وضيق العقول أصبحا مرتعا لكل آفاق وارهابي يبث أفكاره الخبيثة وأراءه المضللة مستخدما كل وسائل القتل والتمثيل بالجثث لتحقيق أغراضه وهو ما حدى بي أن أسمي المقال ومن الجهل ما قتل – أن تقاعس رجال الدين أي دين لإثارة العقول هي مسئوليتهم الوطنية، وتبقى مصر.