رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر ... لمي أولادك

تلتقى المشاعر مع الأفكار فتنهمر لتلقى الضوء على الأحداث، الأمر الذى واجهته بنفسى وأنا أقرأ عن الشعب الأمازيغى ثم الى نداء الرئيس السيسى لعلو كلمة ومعنى المصريين على ما عداها من أوصاف تفرق وتميز بين أفراد الشعب،

وجال بخاطرى قصة الرجل الذى جمع أولاده قبل وفاته وقد رص عدة عيدان من الخيرزان فى حزمة واحدة مترابطة وطلب من كل ابن أن يكسرها ففشلوا جميعا فقال لهم: هكذا يكون حالكم.. إن قوتكم وصلابتكم فى وحدتكم، فإن تفرقتم تمزقتم، وهالنى ما توصلت اليه بأن الشعب الأمازيغى عدده يزيد على 40 مليوناً ويقال إنهم أول من سكن منطقة شمال أفريقيا ويسكن عدد كبير منهم الآن بسيوة ثم الشعب النوبى جنوبا بين مصر والسودان والقبائل العربية بسيناء أو فى الصعيد الجوانى (وجه قبلى) ثم الانتماءات المحلية وينسبون الى مدن مثل السوايسة والعرايشة والبورسعيدية والاسكندرانية والدمايطة الخ.. وهذا بحراوى وذاك صعيدى بالإضافة الى العرقية والدينية.. خليط بشرى غريب لا رابط سوى معيشتهم على أرض مصر.. حتى الدستور الأخير عمل على تعزيز وجود هذه التفرقة فحاول الترضية أن يعطى بعض التميز للمرأة والمسيحيين إلخ.. بدلا من وضعهم جميعا تحت اسم المصريين.. وكم حزنت وأنا أسمع تعليقاً من مواطن يقول «فلان ده مسيحى ولكن كويس».
والحال هكذا ضاعت الهوية والشخصية المصرية وافتقدنا الوطنية وأضعنا معنى المواطنة الكاملة وانهارت خريطة الفسيفساء البشرية المصرية كل يريد أن يحصل على حقه من الحياة بأقل الالتزامات وأعلى الحقوق.. وتزامن ذلك بعد ثورة يناير 25 بتكوين أحزاب ضعيفة فاق عددها الـ 60 حزبا لا قوة لها بالشارع المصرى وتتصارع على كراسى البرلمان القادم لتعزز وجود اعضائها، الأمر الذى

أشار اليه الرئيس السيسى بأنه شخصيا لن ينتمى الى أى حزب أو تكتل إلا فى حاله واحدة وهى ان تتحد قوائم لتكون قائمة مصرية واحدة وليست حزبية لأن مصر فى المرحلة القادمة لا تملك رفاهية التقسيم والفرقة ولكن تتبنى صيغة واحدة: «إله واحد لشعب واحد لأرض نمتلكها جميعا لمصر واحد».
إن شعباً كهذا وهو يمتلك عقولاً متعددة لثقافات متغايرة وجيناً مصرىاً ينتقل من جيل الى جيل، جين عبقرى عمل المعجزات على مر التاريخ ويمتلك بنك عقول لا حدود له لما يستطيع أن يفعله إذا ما منحت له الفرص.
لهذا أنادى اليوم مصر بأعلى صوتى: «يا مصر لملمى أولادك» وضعيهم تحت حنان جناحيك، فكلهم أبناؤك، كما قالت أم وهى تجيب عن سؤال: من أحب أولادك إلى قلبك؟ فقالت: الغائب حتى يحضر والمريض حتى يشفى والمكلوم حتى يسعد والضال حتى يهتدى والجاهل حتى يتعلم والمظلوم حتى ينال حقه والبار بى فى مرضى والمترفق بى فى كبرى».. هذه هى مصر التى فى خاطرى والتى أناديها قائلا: «كلهم اولادك يا مصر» بحنانك يكبرون وبحكمتك تحميهم وتبقى مصر.

عضو الهيئة العليا