رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة لم تبدأ بعد!

يا ثوار يناير ماذا فعلتم بالبلد؟.. هل ثورتكم قد غيرت من حال سيئ إلي حال أسوأ.. لقد قمتم بإعجاز وتمت المعجزة بفضل الله والجيش ولكنكم لم تستطيعوا الحفاظ عليها واليوم تسلمون البلد إلي أعتي ديكتاتوريات الحكم في كذبة كبيرة اسمها المدنية في ثياب دينية..

وأخشي إذا ما اختلط الحابل بالنابل أن يتدخل الجيش للحفاظ علي كيان البلد.. هل هذا هو المطلوب والمخطط؟.. لا شك أن هذا الحال لم يكن علي البال ولكنه عندما أردتم التغيير إلي الأحسن قد حركتم بالتالي قاع المستنقع، بما فيه من عبل ساكن ينتهز الفرصة وساكت عن ضميره حتي انفضح في جمعة لم الشمل، فكانت جمعة الفرقة والآن من الذي سيثور لتعود المياه إلي الصفاء والنماء والعدل والحرية التي ناديتم بها.. لقد استهلكوكم واخترقوكم وانهكوكم وأخرجوكم من أرضكم، لقد سحبوا التحرير من تحت أرجلكم ووضعوا سوار العبودية في أياديكم.. واليوم أحملكم المسئولية في تصحيح مسار ثورتكم وإدخال الطامعين والانتهازيين إلي أوكارهم لأن ما فعلتوه حتي اليوم هو إخراج معيط وإدخال زعيط نطاط الحيط.

إن لكل ثورة شهداءها ولكل تغير قتلاه وإن كانت ثورتكم أقل الثورات في التضحية حتي الآن إلا أنه علينا أن نكرم مثواهم ونعزز أسماءهم ونحتضن أهاليهم فاستشهادهم دين في رقابنا.. إن الطامة الكبري في اقتصادنا الذي لا أري له علاجاً عاجلاً فالأفكار الجاهلية العنصرية المقيتة والاحتقان الطائفي سيسيطر علي كل جمعة ومع كل حدث.. إن الصورة الباهتة أراها اليوم كالآتي: إن جيش مصر والمنشآت العامة ووحدة مصر خط أحمر ولعلي هنا أشير إلي تحقيق تم نشره يفصح فيه عن أحداث خلفية كانت عاملاً مساعداً لنجاحكم، أي أن الله والجيش كانا معكم.. إن مصر لها تركيبة خاصة وأي مساس بها سيجر البلاد إلي الخراب.. وإذا كانت القوي السياسية المدنية والأقباط قد اختاروا السلام ولكن لا تأمنوا لهذا الهدوء لأنه قد تكون الثورة الجديدة والتي أراها علي الأبواب.

إن الشرائع السماوية علي أنواعها قد أرسلت لتكون نبراساً ومنهجاً يحتذي به عند وضع الدساتير والقوانين حسب الأمان والمكان والملائمة الوطنية أما العنصرية التي تجتاح البلد اليوم فلا مكان لها مع تطور الحقوق والواجبات عالمياً.. لم يقل أحد بعدم إسلام مصر حتي ينادوا بها كما لم يقل أحد إن مصر لا يسكنها غير المسلمين وإنما المطلوب هو الصيغة الملائمة للعدالة مع الجميع.

وهنا يأتي الفرق بين التعقل والشطط.. إن رفض المبادئ فوق الدستورية يفصح عن سريرة هؤلاء المواطنين ونوع العنصرية أو الديكتاتورية الدينية وهو أمر إذا تحقق فعلي أجساد البشر، إن التيارات السياسية بأنواعها حالاً تعبر عن نوة بحرية هائجة، ترمي بأمواجها الصاخبة علي الساحل المصري، إن المناداة بالدولة المدنية الحديثة، التي أقر بكيانها الجيش اليوم، هي مفتاح الأمان وهذا البلد فلا تتركوا مدعي التدين يتلاعبون بكم وبمصر وإلا نكون قد أزحنا الهاموش لتسليم البلد إلي الدراويش الذين يمسكون شعلة الدين لتنير لهم الطريق إلي كراسي السلطة الدنيوية.

إن مصرنا هي قبلة العالم لما تحويه من كنوز فلا تفرطوا فيها وتضعوها في أيدي من لا يستحقونها فهم بأفكارهم وعنصريتهم قد عزلوا أنفسهم عن الشعب المتدين الواعي والذي تجري في عروقه الأصالة والتاريخ.

أين أنتم يا من جلست بينكم نتناقش ونبني الأحلام أين أنتم وقد تركتم الساحة للبلطجية المسلحة لماذا وهنت عزيمتكم وتركتم الثورة لنهاشي القبور وهتيفة الشعارات إنهم يا أبنائي المرتزقة الجدد.. لماذا تركتم أرضكم يوم 29/7 لمن لا أرض ولا حق لهم.. لماذا تركتم ضالتكم لهم يعبثون بالجهالات والريالات وقد وقفت مصر معكم وقد استأمنتكم علي وحدتها وكيانها ونمائها.. أبنائي لم أكن يوماً خائفاً مثل اليوم وأري شهداء مصر وجثثهم أكواماً علي أسفلت التحرير هل يظن هؤلاء أن مصر ستسلم لهم مفاتيح الحكم؟.. لا والله لن يحدث ذلك، والآن وقد رأيتم السرائر وفضحوا أنفسهم بشعارات هي بداية لثورة جديدة سنكون كلنا وقوداً لها.

إذا لم تكن صرختي هذه قد أيقظتكم فعلي ثورتكم وعلي مصر السلام.

عضو الهيئة العليا للوفد