رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعونا نحلم معاً

قال السيد الرئيس ما معناه إنه علينا أن نتجه إلى تحلية المياه لاستخدامها في‮ ‬الأغراض التي‮ ‬يتعثر علينا تناولها من النيل مباشرة أو من المياه الجوفية‮.. ‬فمياه النيل لها احتياجاتها لتستمر الحياة بجوار الحرص علي‮ ‬إنماء المياه الجوفية والحرص علي‮ ‬عدم إهدارها،‮ ‬فقد صرنا في‮ ‬احتياج إلي‮ ‬كل نقطة ماء‮.. ‬إن تحلية المياه المالحة في‮ ‬بلد‮ ‬يجري‮ ‬فيه أعظم أنهار العالم لهو أمر محزن‮.. ‬لقد خدعونا فقالوا إن مصر بلد زراعي‮ ‬وهذا حقيقي‮ ‬ولكنهم قصدوا أن‮ ‬يبقي‮ ‬الحال علي‮ ‬حاله وتمد مصر العالم بغلاتها وفواكهها وأن تبتعد عن تطوير الصناعة التي‮ ‬أخذت في‮ ‬النمو في‮ ‬المنطقة الأوروبية،‮ ‬وأصبح الإنتاج والتصدير الصناعي‮ ‬من أهم الأسس لتنمية الاقتصاد القومي‮ ‬لهذه الدول‮..

 

‬ولما وعت مصر هذه الحقيقة وحاولت أن تتطور حتي‮ ‬تلحق بالسياسة الاقتصادية العالمية أخفقت في‮ ‬الحفاظ وتطوير زراعتها وعجزت عن إمداد بعض أراضيها من ماء النيل‮.. ‬وضحكوا علينا بأن مصر دخلت عالم التصنيع من الصاروخ إلي‮ ‬الإبرة ولعلهم كانوا‮ ‬يقصدون البمب الذي‮ ‬يلعب به الأطفال في‮ ‬الأعياد،‮ ‬أما الإبر فهناك نوعان‮: ‬إبر صيني‮ ‬للعلاج وإبر للحقن وكله مستورد‮.. ‬ويحضرني‮ ‬هنا شرح مهم لسورة الأنبياء الآية‮ ‬30‮ »‬أو لم‮ ‬ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً‮ ‬ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى‮« ‬وقال هيرودوت إن مصر هبة النيل وعندما انخفض النهر ذهب المصريون إلي‮ ‬عمرو بن العاص‮ ‬يطلبون التضحية بعروس النيل حتي‮ ‬يفيض،‮ ‬فأرسل إلي‮ ‬عمر بن الخطاب لأخذ الرأي،‮ ‬فرد عليه ببطاقة مكتوب عليها‮ »‬باسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله إلي‮ ‬نيل مصر،‮ ‬أما بعد فإن كنت تجري‮ ‬من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي‮ ‬يجريك فنسأله أن‮ ‬يجريك‮«‬،‮ ‬فألقى عمرو بالبطاقة كما أمره عمر وإذا بالنيل‮ ‬يفيض في‮ ‬نفس اليوم،‮ ٢١ ‬ذراعًا والله أعلم‮...

‬ومصر كما أعطاها الله النيل لتحيا أعطي‮ ‬شعبها العقل ليتدبر،‮ ‬وقلت مازحاً‮ ‬قد‮ ‬يحل اليوم الذي‮ ‬نشتري‮ ‬فيه الماء بالبطاقة ولم‮ ‬يدر بخلدي‮ ‬أن هذا اليوم قد‮ ‬يحدث فصرنا نشتري‮ »‬بق ميه‮« ‬من زجاجات المياه المعبأة‮.. ‬إذا فنحن محتاجون إلي‮ ‬الطاقة وهي‮ ‬المحرك الأساسي‮ ‬للتنمية ومن الطاقة سوف تستمر الحياة‮.. ‬وهذه الطاقة تأتينا أو نحصل عليها من عدة مصادر‮: ‬1ـ البترول‮. ‬2ـ الغاز الطبيعي‮. ‬3ـ الشمس‮. ‬4ـ الرياح‮. ‬5ـ مساقط المياه،‮ ‬وتعال معي‮ ‬نستعرض كل مصدر‮. ‬البترول وله سقف فهو قابل للتناقص وله‮ ‬يوم سوف‮ ‬ينضب فيه وينطبق هذا

أيضاً‮ ‬علي‮ ‬الغاز،‮ ‬وعلينا أن نتمهل في‮ ‬تصديره والحفاظ علي‮ ‬ما تبقي‮ ‬في‮ ‬باطن الأرض‮.. ‬إن الشمس ساطعة‮ ‬325‮ ‬يوماً‮ ‬علي‮ ‬مدار السنة،‮ ‬فلا شك أنها ستكون من أهم مصادر الطاقة،‮ ‬أما الرياح وهي‮ ‬البديل الطبيعي‮ ‬للبترول لما حبا الله مصر بمناطق تجتاحها رياح تعتبر الرياح المثلي‮ ‬للحصول علي‮ ‬الطاقة من حيث ضبط قوة هبوطها واستمرارها طوال العام‮. ‬وأتصور أن الله قد حبانا بها تعويضاً‮ ‬عن المصادر الأخري‮ ‬التي‮ ‬ستصاب بالنضوب،‮ ‬وأخيراً‮ ‬مساقط المياه،‮ ‬ولعل أفضل مصدر هو منخفض القطارة والحفاظ وتطوير السد العالي‮ ‬ليؤدي‮ ‬دوره بكفاءة أفضل‮..

‬إن عدم التعامل بجدية لتفعيل هذه المصادر فسنضطر إلي‮ ‬الهجرة إلي‮ ‬الصحراء وزراعتها وتنميتها صناعياً‮ ‬أي‮ ‬الخروج من الوادي‮ ‬الضيق والذي‮ ‬يزداد ضيقاً‮ ‬مع نمو السكان ولن‮ ‬يكون الحل إلا في‮ ‬الهجرة الصحراوية أو إلقاء أولادنا في‮ ‬أمواج البحر الأبيض‮.. ‬دعونا نشجع الاستثمارات الأجنبية بجوار المصرية في‮ ‬مجالات التنمية الصحراوية‮.‬

إن مصر اليوم لا هي‮ ‬دولة زراعية للزراعات الأساسية من القمح والذرة والأرز والقطن وتتجه مصر لتكون بستانا للفاكهة ولم نحقق حتي‮ ‬اليوم نجاحات في‮ ‬عمليات التعليب والتصدير للفاكهة أو إمكانية زراعتها في‮ ‬مواسم‮ ‬غير التقليدية لنحصل علي‮ ‬عوائد أكبر‮.. ‬تصوروا أنه جاء اليوم الذي‮ ‬نستورد فيه الفول المدمس‮.. ‬أليس في‮ ‬هذا نكتة وحتي‮ ‬الفول الذي‮ ‬استوردناه‮ ‬يقدم كغذاء للخيل‮.‬

لقد دعوتك لتحلم معي‮ ‬ولكن‮ ‬يبدو لي‮ ‬أني‮ ‬دعوتك أيضاً‮ ‬لكابوس نعيشه نهاراً‮ ‬ونسهر به ليلاً‮.‬

وأخيراً‮ ‬هل الأربعة مشاريع النووية هي‮ ‬الحل رغم التكلفة والخطورة؟ ونترك تفعيل الطاقة من مصادر أرخص وأأمن؟ إلا إذا كان هناك أسباب خافية علينا والله أعلم‮.‬

عضو الهيئة العليا