عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل الغباء نعمة؟

كان من الطبيعي مع تقدم السن أن يضعف السمع ويهن البصر ويكل اللسان فيزهق الإنسان،‮ ‬وفي المقابل أحياناً‮ ‬يزداد المرء حكمة وتعقلاً‮ ‬ولكن إذا أمسك عن الإفضاء بهما قالوا له إنك شيطان أخرس‮.. ‬هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن الطرش نعمة حتي لا نسمع الأكاذيب والهراء والسفه الذي يقال،‮ ‬ويهن البصر حتي لا نري الفساد والقبح والقتل والاغتصاب العقلي والجسدي الذي يسود العالم،‮ ‬ويخرس اللسان فلم يعد هناك ما يقال وقد قلناه وعدناه والنتيجة الطبيعية أن يزهد الإنسان ويكفر بكل شيء حوله‮..

‬إن ما عثرت عليه أخيراً‮ ‬وهو نعمة كبيرة هو حالات الغباء التي تصاحب المرء،‮ ‬والغباء هنا ليس بالمعني الدارج‮ - ‬أي عدم الإدراك‮ - ‬ولكنه تغابي العقل والحس أي يصابان بنوع من البلاهة المطلوبة والعشاوة المفروضة والاسترخاء العقلي حتي لا يصاب العقل بعطب والحس باشمئزاز فيستسلم الإنسان إلي هذا المصير الحقير‮.. ‬حاولت أخيراً‮ ‬أن أري شيئاً‮ ‬جميلاً‮ ‬أو أسمع قولاً‮ ‬حميداً‮ ‬فجاءت الانتخابات لتزيد عندي من حالة التغابي العقلي فقلت هو كام يوم وتعود ريمة لعادتها القديمة وندخل في دوامة هزلية ومسرحيات مضروبة لمدة خمسة أعوام أخري‮ »‬بلاها سوسو‮« ‬هذا قدرنا الذي ارتكبناه بأيدينا‮.. ‬ن

ور حاولنا إضاءته لينير لنا الطريق فبدلاً‮ ‬من الحفاظ عليه ساطعاً‮ ‬براقاً‮ ‬نظرنا إليه ببلاهة وكأنه لا يعنينا فإذا بالنور يصبح ناراً‮ ‬إذا اشتعلت فحمت الناضر وأخذت من اليابس وقوداً،‮ ‬وقلت في نفسي نحن نستاهل كل هذا‮.. ‬وإذا بالأخ المجنون صاحب ويكيليكس يخرج علينا بأن العالم كله فاسد من القمة إلي القمة،‮ ‬يا نهار أسود أومال فين الأخلاق والأديان والضمائر وعزة النفس والعدالة التي نتشدق بها،‮ ‬أين الإنسانية بعمقها وقيمتها؟‮.. ‬فقيل لي يا ساذج أو يا‮ ‬غبي هل تتصور هذه المهزلة من عنديات صاحب ويكيليكس؟‮.. ‬

إنها سيناريو جديد من وضع إحدي الدول التي يقال عنها العظيمة وهو نوع حديث من التفرقة والتفتيت والسيطرة أي نوع جديد من الاستعمار عن طريق حرق الأخلاق،‮ ‬رؤساء أغوتهم الحياة فصاروا ذئاباً،‮ ‬وحكام أعمتهم الكراسي فتكالبوا علي الأموال ومتسلقون صعدوا‮ ‬غدراً‮ ‬في‮ ‬غمضة عين من الزمان ولم يستطيعوا النزول فتهاووا كالذباب وبياعون باعوا ضمائرهم ونخاسون باعوا شعوبهم،‮ ‬هل هذا هو العالم الذي أريد العيش فيه؟‮.. ‬وكان من الطبيعي أن أتذكر كتاب المدينة الفاضلة وقد رتب نظام الحكم علي أساس القدرة الإنسانية التي خلقها الله في الإنسان ليعطي للمجتمع العالمي ما يستطيع تقديمه علي أساس نظام‮ ‬غذائي معين‮.‬

وعندما وصلت إلي هذه النتيجة صرت أضحك منها وعلي نفسي وأنا أستطيب العيش مع هذه المهزلة‮.. ‬هل هذا نوع من التغابي أم من الغباء؟‮.. ‬أرجو أن يكون من التغابي لأني لا أتصور أني‮ ‬غبي لدرجة أن أصدقك كل الأكاذيب التي أعيشها‮.. ‬لعل ما حدث في الانتخابات الأخيرة هو دليل علي ما أقول وهذا لا يقول كل الحق ليتجمل ويزاد سلطة وهذا بشتاط‮ ‬غلة وضيقاً‮ ‬من الكورنر الذي وضع فيه أنه عالم مملوء بالكذابين والمجانين والأغبياء وأمري علي الله‮.‬

-------

عضو الهيئة العليا