يمهل ولا يهمل
ثلاث كلمات تحمل عظة كبيرة من الله إذا ما آمنا وعقلنا، ولكن الإنسان عجول علي عينيه غشاوة عن رؤية الحق والعدل وفي قلبه ضراوة من الفأر والحقد.. راودتني هذه الكلمات في لحظة من صفاء النفس فزادتني حيرة فيما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه لأننا إذا تمهلنا وتمعنا في الأحداث كفرادي والتي تصيبنا علي مر الأيام نجد أن نور الحق ساطع من خلال هذه المعاني، وقياساً علي ذلك إذا ما راجعنا تاريخنا القريب نجد معاني هذه الكلمات في أجلي صورها.. كمثال رؤساء الجمهورية الأربعة بماذا أتوا وكيف ذهبوا؟ هل نسينا أم تناسينا أم صفحنا رغم الأذي الذي طال أنفسنا.. في عام ٢٥ حدث انقلاب عسكري ضارباً بالقسم العسكري عرض الحائط وزينوه للشعب علي أنه تورتة فآمنا لهم واليوم كفرنا بهم فقام شبابنا بثورة حقيقية كانت درساً للعالم وصدرناها للشعوب المقهورة حولنا وتصورنا أن الله يمهل ويتأني ولا يستمع لصلواتنا وها هو اليوم لا يهمل دعواتنا ويضع الأمر بين أيدينا فيجب أن نكون قادرين علي أن نقي الله حقه في هذا العطاء.
محمد نجيب غدر به تلميذه جمال فنفاه إلي الزيتون (حي من القاهرة) في فيلا مهجورة كانت تملكها زينب الوكيل تسرح فيها الفئران والعرس وولداه عانيا من عسف المعاملة في المقابل الذي يتمتع بها أنباء الرؤساء اللاحقين من تدليل وتكريم بل لعل التصميم علي التوريث كان أحد الشرارات المكبوتة.
جمال عبدالناصر يصاب بمرض السكر البرونزي (الأسود) ويحتار المؤرخون هل مات بسبب هذا المرض اللعين أم سموه في فنجان القهوة أثناء توديعه لأحد رؤساء الجمهوريات والشائعات كثر، وتبقي الحقيقة في طي النفوس ليكشف عنها التاريخ فيما بعد عبدالحكيم عامر يأخذ نصيبه من عار الهزيمة فينتحر أو استنحروه كما يقولون.
أنور السادات وقد وضع البلد فوق آتون الفتنة الطائفية يري الموت بعينيه وللحق أقول إنه كان شخصية محيرة لم يتناولها المؤرخون بمصداقية.
حمزة البسيوني الرهيب الذي أباد ونفي الملايين من الشعب الروسي كان البسيوني تلميذاً نجيباً له وأماته الله أبشع ميتة.
ويستمر الحال إلي محمد حسني مبارك فكان في العشرة أعوام الأولي من عهده محاولاً لإصلاح ما أفسده السابقون ولكن مع مر الأيام تتدهور الأمور ويفلت الزمام.. واليوم نحن في حيرة مما جري وما سوف يجري فرغماً عن قيام الثورة إلا أن الأمور مازالت غامضة.
إن بعض رؤساء الدول العربية تريد إنقاذه من مصيره لا حباً فيه ولكن خوفاً من أن يكون مصيره هو المثال لما قد يكون عليه حالهم فيريدون فداء مصيره ببلايين الدولارات - كما شاع - كما أن البعض الآخر فقدوا حكمتهم وصاروا يبيدون شعوبهم لإنقاذ رقابهم.. إن الثورات إذا ما جرت فيها دماء لا تتوقف بل تزداد لهيباً وهو الدرس الذي لم يعوه.
من هذا المنطلق ومن رؤية عقلانية، أعرف مقدماً أنها ستنال نقداً ولكن عندما طرحتها علي بعض الأصدقاء نالت الكثير من الرفض والقبول.. لهذا أطرحها علي الملأ لعلها تكون الحل في كثير من الأمور.
لدينا الآن حقائق رئيس سابق مصيره المحاكمة
أن تحرك الشباب نحو الشعب لنضمن انتخابات حرة لرئيس يؤمن بالدولة المدنية والتي لا مرجعية لها إلا المواطنة الكاملة أصبح خطا أحمر في الاستقرار. وأخيراً لقد قامت الحرب العالمية الأولي بعد مقتل ولي عهد النمسا فهل ستكون كاميليا الأخت هي شرارة الضياع؟ وأين بنات الأقباط اللاتي أسلمن؟ هل سنطالب بهن ونسير المظاهرات إن كل هذا هزر لا يمكن أن نوافق عليه ولتذهب كاميليا وفاطمة إلي الجحيم ولتبقي مصر آمنة سالمة.
اتقوا الله فيما تفكرون وتحاولون وانزعوا من عقولكم أنكم ستتحكمون في مصر يوماً ما والبادي أظلم.
*عضو الهيئة العليا