رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتي الثورات يمكن سرقتها

 

لقد راهنت علي الشباب وربحت لأن رهاني لم يكن لاقتناعي بهم فقط ولكن لأنه لم يكن هناك غيرهم يستطيع أن يعمل المعجزة فقد كانت أحوال التعليم والثقافة وإعداد الشباب للمستقبل في ضحالة وضياع، وهذا معناه ضياع البلد، لهذا كان رهاني يحمل في طياته دعاء أن يباركهم الله.. إن مصر لم تمت إن الجسد فقط قد هزل ولكن الجروح بقيت.. قابلتهم وتحدثت معهم وفرحت بهم شباب في كلمتين »زي الورد«، ولكن الورد يذبل بعد حين ويفقد رائحته ونضارته، وهنا كانت خشيتي ومع هذا مازلت أراهن عليهم، شبابا حملوا رؤوسهم علي أكفهم وقالوا قولتهم فزلزلت العالم.

والآن أبنائي لي كلام معكم أرجوأن تستمعوا إليه.. إن الثورات إذا ما قيست قبل وقوعها بالخسارة والمكسب ما كان لها أن تتم، فالثورات ثورات إنسانية فكرية أيديولوجية تريد الكرامة والعدالة قبل الرغيف والغموس.. نحن الشيوخ نعلم ذلك ودورنا الآن أن نحافظ علي نضارة هذه النبتة ونحمي سلامتها.. للأسف عندما هبت العاصفة أثارت معها رواسب المجتمع الكامنة في القاع وبالتالي فنحن اليوم نعيش مأساة ضاربة والضراوة هنا آتية من المتسلقين والقتلة والأفكار الهدامة والسلفية والاتجاهات الهدامة لأن ما حدث قد أنتج انشطارا عنيفا في هذا الشعب نتيجة الضلال والضياع الذي مورس في إدارة هذا البلد من يوليو 52 الي يناير 25، أنتج شبابا كفر بهذه الحقبة المظلمة في تاريخنا فتواصلوا وعلموا أنفسهم بعيدا عن التعليم المخترق الفاسد والتربية المنهارة والثقافة الإملائية لمجتمع عار، جائع، مريض، يعيش في نطاق جاهل وهابي، سلفي ظهر كالوباء أو البثور علي جسد ليس لديه مناعة للتحدي والمقاومة فانغلق الشباب علي أنفسهم خلف الأجهزة البديلة وعندما استقام عودهم هبوا صارخين نحن مازلنا نعيش، نحن بضعة آلاف نمونا خلال أيام لنصبح ملايين لنوقظ مصر من سباتها.

أبنائي أمامكم متاريس وعوائق لن يتخطاها غيركم.. أمام السلفية الملتحية بالدين واللحي وفي باطنها ترزخ الديكتاتورية الدينية، وتقسيم هذه الديار وأقول للأسف الإخوان وليغفر لي أخي د. عصام العريان تشبيههم بالحرباء التي تتلون حسب الأجواء فما يقولونه اليوم ينفونه في الغد وما يعلنونه من كلمات رنانة للتطمين ومحاولة التواصل مع الليبراليين والمرأة والأقباط كشعب له جذوره وكيانه سرعان ما يشجبون ما قاله بعضهم لعبة سياسية دينية لا ننطوي علي أحد لأن انقساماتهم الظاهرية ما هي إلا مناورات.. أقول إني أحترم وجودهم وبعض أفكارهم ولكن لن يكون لهم كيان إلا اذا ما نفضوا عن أنفسهم أفكارهم ذات المرجعية الدينية يعيشون معنا في أمان في نطاق دولة مدنية بدون أي مرجعية.. وأعود للشباب قائلا: أمامكم ثورة جديدة هي كبت الوصول والتواصل مع 40٪ من الشعب يعيشون

في فقر فكري وديني، كيف نوقظهم ونحن اليوم نبني صرح الفكر المدني الليبرالي، وفي حاجة اليهم في إعادة بناء هذا الوطن.. إن مصر تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة وأخشي إن استمر الحال علي ما هو عليه سنجد أنفسنا علي حافة الإفلاس لنتحمل أعباء هذه المدة.. إني أري المستقبل أكثر إشراقا.

أبنائي إن شبابكم وانتماءكم كانا الشرارة والآن وقد كبرتم خلال شهرين وكبرت مصر معكم فحان الوقت لأن تتحلوا بحكمة وخبرة العواجيز فلا تسمحوا لأحد فردا أو كيانا أن يسحب الغطاء الثوري عن أبدانكم.. ولا تثقوا إلا في أنفسكم ومن كان منكم وفي جيشكم.. أما عن أمن مصر أي »الشرطة« فقد نالوا عقابهم فضائيا بل كان عقابهم الأقصي هي نظرة الشعب لهم واليوم عهد جديد فالصالح منهم هم أولادنا واخوتنا نريد لهم ولنا الأمان والتعاون فمصر بدونهم لا استقرار أمنيا لها وهذا معناه لا استثمار.. إن الغوغاء الذين انطلقوا من السجون يجب أن يعودوا اليها حتي ننعم بالاطمئنان وافراد الأمن يطمعون في إعادة الثقة فيهم فنفعل ذلك ولهم منا منذ اليوم كل ثقة ومحبة.. فقد تغيرت الأحوال والنفوس وأصبحت كرامة المواطن هي أساس التعامل مع الشرطة.

إن مصراليوم لاأمل لها في مستقبل مشرق إلا عن طريق العمل والعلماء فكما علمتم العالم كيف يثور علموا اخواننا وأولادنا كيف يكونوا علماء.

وأخيرا أقول لكم إن الحمية في ثورتكم هي النور لنا اليوم ولا تجعلوا الغل يسري في نفوسكم فأنتم أكبر من ذلك بل مصر بحضارتها أعظم من أن تتشفي وتأخذ الصالح بالطالح وكان الله معنا جميعا.

حكمة قالها مكرم عبيد

نحن نصاري في بلد مسلم.. اللهم اجعلنا مسلمين لك أنصارا للوطن.. اللهم اجعلنا انصارا لك مسلمين للوطن.. هكذا كانت مصر فانظروا إليها اليوم!

*عضو الهيئة العليا