عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وطن في خطر

عادة أنا متفائل ودائماً ضاحك لما في الضحك من فوائد ولا أعرف الكآبة فهي ضد إقبالي علي الحياة ولكن لا أدري لماذا منذ أيام أشعر بشيء غامض سوف يحدث وتحيرت هل هذا الحدث سيصيبني أم سيصيب البلد؟.. اللهم اجعله خير.

إني أحمل وسائل الاتصال بجزء كبير من الهم الذي ركبني وأحمل النظام الهم الباقي لعدم المصداقية والشفافية تحت شعار »كله تمام يا ريس« وأصبحت الجملة كاللبان علي اللسان.. »لا يا ريس كله مش تمام« واضعاً يدي علي قلبي داعياً الله أن يسمح للأسبوع المتبقي ليوم الانتخابات أن يمر علي خير.

إن المخاطر التي يمر بها البلد اليوم وغداً أولها زيادة السكان والفشل الذريع في ضبط هذا التوالد الأرنبي ثم الرقعة الزراعية السوداء في تناقص دون العمل بالتوازي لزراعة الصحراء.. إن الآية التي تقول »وجعلنا من الماء كل شيء حي« لم تعطنا الضوء الأحمر للمستقبل المائي، وحقا قال هيرودوت »مصر هبة النيل« وقلت يوماً إن العكس صحيح فشعب مصر هو الذي حافظ علي مياه النيل، ولكني كنت مخطئاً فما فعله شعب مصر بنيله كاد يكون كفراً بنعمة الله، وقد شاهدت السيارات وعددها في سباق مع تعداد المواطنين، وهي تستحم بخراطيم المياه العذبة التي حرم منها الكثير من سكان الأرياف، ثم تنفجر مواسير لنفقد كميات من المياه الغالية ولا من ناصح أو مصلح وآخرها هو نهاية فرعي النيل وهي تقذف بإكسير الحياة إلي المياه المالحة التي سوف تكون عنصر حياتنا المستقبلية، ألا يوجد فكر لحجز هذه المياه من الضياع.. قال السيد الرئيس »اهتموا بتحلية المياه« إشارة إلي البدء في هذا الاتجاه.

التعليم واعتبره حجر الأساس في تكوين دولة ديمقراطية ومحو الأمية وهي مكون أساسي لتفعيل المواطنة الكاملة وإذكاء روح الحرية بل وأكثر من ذلك هل نحن اليوم دولة رأسمالية أم اشتراكية أم انتهازية؟.. هل نحن دولة دينية أم مدنية أم خليط يستغله النظام والجماعات حسب ما يحلو لهم؟.. وما هو

الخط الفاصل بينهما؟.. هل نحن بالتالي دولة ديكتاتورية أم ليبرالية؟.. ومن بالتالي يحكم هذا البلد؟.. الحزب ـ الوزارة ـ المجلسان ـ المظاهرات والاحتجاجات.. وإذا عز الحل نصرخ »إلحقنا يا ريس« فأقول في نفسي »امال الوزراء بيعملوا إيه؟«.. هل يمكن لبلد كهذا أن يتقدم؟.. وبالتالي فمن الطبيعي أن يشعر السيد الرئيس بالضيق والإرهاق، ومن الطبيعي أن يحاول المحيطون به تخفيف الضغوط عليه وإعطائه الصورة الوردية لسير الأمور، ولكن أليس في هذا التوجه إساءة إلي السيد الرئيس وإلي البلد بمعني أين تقع الشفافية بين ثناها هذا الأسلوب.

لقد ذهبت منذ أيام لمساندة مرشح وفدي »روماني رسمي« وسرت معه في الشوارع وجلست معه علي المقاهي ورأيت لافتاته ممزقة، وجدت شعباً لا يعرف ما هي الحرية ولا الديمقراطية، وجدت أجساداً هزيلة ضامرة وعيوناً زائغة وكآبة قاتمة أي بقية شعب كان يحكم العالم في يوم وكان معلمه وشعرت أن الاحتجاج القادم سوف يقوده هذا الشباب الضائع الذي تحطمت آماله فطفش من البلد وهرب إلي النت.

إنجلترا ليس لها دستور مكتوب لأنه محفوظ في القلوب في كلمتين لا يتغير ولا يتبدل كدستورنا الذي أشبهه بالكرافتات نبدلها حسب لون البدلة أو القميص.. أليس في هذا في حد ذاته وفي بلد قاد العالم إلي النور مهزلة؟

كفاية كده حتي لا تصيبني الكآبة.