رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراوغة الشعوب

عندما نادى فلاسفة الشيوعية بأن الأديان أفيونة الشعوب لم يكونوا على خطأ وهو ما يدعو إلى التفكير هل حقاً الأديان والمعتقدات والأيديولوجيات السماوية والأرضية جاءت للتفرقة والتمييز والتعصب

وكره الآخر ليصل الأمر إلى القتل الفردى والإبادة الجماعية والتكفير والحرق والاستحلال والتربص واحتوء السلطات وسب الأديان وازدراء الأنبياء ويتعدى هذا إلى حروب دامية بين الدين والمعتقد الواحد؟ إن الإجابة «بلا»، لقد جاءت تنادى بالحب والسماحة ودواوين أخلاق وشرائع لنهتدى بها ولا تتسلط علينا فنكون نواة لإبادة الإنسان لأخيه الإنسان وهو ما يحدث حالاً.. هل يرضى الله بل يرضى الضمائر الحية؟ إن ما يحدث فى مصر من اتجاهات متشددة تصل إلى حد الفتنة وإلى ما يحدث فى ما يثار من تشريد وقتل للمسلمين ونقف نحن موقفاً سلبياً نتفرج على زهق أرواح كل يوم فقط لأنها تختلف فى الاعتقاد، تحية إلى حزب الوفد الذى تحرك إيجابياً للذهاب إلى ميانمار حاملاً رسالة المحبة والوئام. هل لنا أن نتصور ولا للحظة أن ما يحدث هناك قد يحدث هنا. ومن ذلك الحديث عن التهجير لأسر قبطية وهل هذا هو المطلوب من هذه التحركات الجاهلية السلفية لفرض الهيمنة الدينية أو «أخونة» البلاد أو احتكار السلطة والدستور الذى قد يؤدى فى النهاية إلى فساد الحق من الفساد الذى من أجله قامت الثورة والتى تم إخمادها وإرسالها إلى صفحات التاريخ كقصة رائعة أراد بها الشباب أن يعيش فى كرامة تحتضنها العدالة والحرية التى لا علاقة بهما من «الإخوان».
عشنا وشفنا أياماً تغنى فيها المسلم مع أخيه القبطى بترانيم كنسية بميدان التحرير واليوم يشجب البعض بل ويمنع حفلاً أقامته محافظة جاء فى أحد بنود الحفل ترانيم وأناشيد وطنية تدعو إلى المحبة والوئام الوطنى!! هل وصلنا إلى حدود الجاهلية القبلية التى تغلق فيها الأديان قلوب الشباب من المحبة.
إن العلاج ليس بالتشنج وإعلان الجهاد ولا للتصالح المذرى فى الحالات التى يقف فيها القانون والشرطة أمامها مهزوماً، وينادى البعض اليوم بالتفرقة بين الطرفين من الأطفال ليشب كل منهما لا يعرف الآخر ولا دينه وأصبح غريباً فى وطنه ومجتمعه ويستشعر العقلاء من الطرفين الخطر القادم فيهاجرون فيتم نزيف من طبقات متعلمة قادرة على الهجرة وترك أخوتهم دون سند لتتمكن السلفية من عقول البسطاء فتجعل منهم جحافل بشرية بلا عقول أو إرادة فيسهل لهم حكم البلاد والانتهال من خيراتها بدون حساب. ألم يكن التاريخ القريب درساً لهم بأن حكام الأمس أصبحوا فلول اليوم وقد يكرر التاريخ نفسه الآن؟
حقاً إن الخروج عن حقيقة الأديان والرسالات هو بمثابة أفيون يصيب الجماعات، لقد أفاق الغرب عندما فصل الدين عن السياسة من الغيبوبة الأفيونية وأصبحنا مدمنون لكل المغيبات، هم يتقدمون كل ساعة ونحن نتأخر كل دقيقة. أقول لعن الله دستوراً غير عادل يحمل السم والبغضاء والتحكم بين بنوده وقطعت يد كل من ساعد على إعطاء صفقة ومال من أرض سيناء لغير أبنائها حفاظاً عليها من الالتهام أو إثارة الفتن النائمة والقانون فى إجازة والشرطة فى غيبوبة جهلاً أو عمداً والله أعلم.
عضو الهيئة العليا