رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيتها الحرية!

كم من الجرائم ترتكب باسمك وقد أصبحت اسماً من غير مسمي وأنت الكلمة والمعني التي يعيش فيها ولها الإنسان الذي خلقه الله حراً ولا سيد له أو عليه إلا الإيمان والعقل والضمير.. لقد ولدت آخر أيام فؤاد ومت آخر أيام فاروق وما تبقي بعد ذلك فهو عبث في عبث وشم رائحة الروث ونحت في الحجر لأن الحرية أغلي ما لدي الإنسان، لقد وأدها «جمال» واستثمرها «السادات» ولعب بها «مبارك» واليوم أين هي الحرية؟..

وهي العنصر الأول مثل الماء والهواء، لم أعد استنشق سوي روح النخاسة، لأن العبودية ليست بين القضبان الحديدية بل هي في انغلاق العقل والفكر وهو ما نعيشه اليوم، فالعقل ليس له مكان والفكر ليس بالإمكان وسيف المعز وذهبه فوق الأبدان، لقد طلعتك أيتها الحرية حتي أعيش ما تبقي من العمر في أمان وأبتعد عن ظلم الإنسان للإنسان فلقد عشقت مصر وكانت حبي الكبير ولكني فقدته في زمرة الطغيان والطوفان وواريته مع ضياع الانتماء والمواطنة، وأتعجب كيف عاشت مصر تباح وتستباح وتغترف ثرواتها ومازالت تعيش صامدة؟.. ولنترك هذا الشجن لنلحق بشجن آخر مملوء بالأنانية، وصرت أصرخ يا هووووووه أين حبكم لمصر؟
ولكن مصر لم تستطع حتي اليوم من جمعهم في حبها، أجد أمامي شخصيات ممتازة تصلح للرياسة وكلها تنادي في حب مصر، ولعلي أحلم إذا ما شاهدت يوماً «موسي» وهو يجمع الشتات ومعه «شفيق» و«صباحي» و«أبوالغار» و«البرادعي» وغيرهم يهبون علي قلب رجل واحد لإنقاذ مصر بتكوين اتحاد الأمة المصرية وسوف يقلب كل الموازين وبحور مصر من الطغيان والاستحواذ ويقف للحاكم أياً كان بالمرصاد لكل خروج

عن طبيعة البلاد.
ومن المفارقات أن يوجه د. يوسف زيدان النقد إلي مجموعة أبناء مصر من العسكريين في عدم تكليف أحدهم بالخدمة للمراقبة، وهذا النقد ينطبق عليه تماماً فهو أحد أعمدة الثقافة وقد تخلي عن دوره أخيراً لأنه لم يجد قبولاً لكتاباته مما وضعه في حالة اكتئاب، وإني مع تقديري واعزازي له سوف أقول: لا تترك الميدان والأحداث قادمة حبلي تحتاج لكل مصري من الأحرار.
وكلمة أخيرة أن الخطر القادم ليس من الإخوان ولكن من خلفائهم، ومن الغريب أيضاً اسم حزب الإخوان «الحرية والعدالة»، وجاءت ممارساتهم لا فيها حرية ولا عدالة، متمثلة في الصحافة والدستورية، وأقولها اليوم بصوت عالٍ: يا إخواني من الإخوان إنكم تلعبون بالنار وقد يأتي اليوم سوف تحرقنا النار جميعاً.. إن تعداد مصر أكثر من 85 مليون إنسان، وأن النسبة الغالبة وهي لا تتعدي 3 ملايين، علاوة علي الرفض والتخوف الشعبي أخيراً أصبح أمراً واضحاً أن الأقلية لا تتحكم في الأغلبية.
إن الحقائق في الصدور تغلي ولا تنفيس لها إلا بثورة تصحيح.. الله معك يا مصر.
عضو الهيئة العليا