ستنكرني عندما يصيح الديك
نبوءة قالها السيد المسيح في وصف موقف بطرس الرسول عندما تعرفت عليه امرأة فأنكر صلته به وهو التلميذ الوفي الذي قطع اذن العسكري ليلة القبض علي سيده بعد ان قبله يهوذا الأسخربوطي قبلة الخيانة للتعرف عليه من وسط تلاميذه،
تذكرني هذه الواقعة بموقف كل من سموا بالفلول، نعم كان حول مبارك رجال استغلوا مراكزهم ولم يراعوا ضمائرهم، ولكن للحقيقة ليس كل من ولد قبل 25 يناير فاسداً يستحق الإقصاء، ولا يليق بنا وقد أخذتنا نشوة الثورة ان نخلط بين الصالح والطالح في تدنيس لهذا العهد فخلطنا بين المحاكمات السياسية والتحقيقات القانونية لان هذا العهد بخيره وشره هو جزء.. تاريخ مصر وعلينا عندما نأرخ عن هذه الفترة ان نكون منصفين لمواطنين أسهموا بقدر ما استطاعوا في تعويم المركب الغارقة.. وليس هذا دفاعا عنمن أخطأ ولكن إنصافا لكل من حاول مراعاة ضميره في أيام فقدت فيها مصر صوابها وأنكرت فيه حرمة أولادها لأمنهم وكرامتهم وهو أمر صعب اليوم تناوله بمصداقية ولكن سيأتي اليوم الذي سيعطي لكل امرىء حقه من المدح أو القدح، فإذا ما أخذنا الكذب كعيار للقياس فهناك الكذابون قبل 25 يناير وبعده، وهناك الجبناء والمحتالون قبل الثورة وبعدها، وهناك من ساهموا في عملية التوريث وكانت واحدة من أسباب قيام الثورة واليوم هناك من يريد التكويش والاستجواء لكل منابع السلطة وشهوة الحياة وهو توريث أبشع مما أريد به قبل 25 يناير، فهناك فلول داخلية وأخري عربية وثالثة أمريكية وكلها تريد السيطرة علي الثورة لتحجيم مصير مصر خوفا أو حقداً فتتدفق ملايين الريالات والدولارات لشراء الأصوات بأنبوبة بوتاجاز أو كيلو سكر أو زجاجة زيت، وهناك من طلب من الناخب القسم علي كتاب مقدس لإعطاء الصوت لفلان، وهناك من كفر شرائح من الأمة أو من الجيش أو الشرطة، وهناك من هددوا أمن البلاد فأطلقوا زبانيتهم يعيثون فيها بالقتل والفساد في أحد ميادين العاصمة، وتطيش الرصاصات تقتل وتعمي أبناء
سلام لكي يا كنانة الله واغفر لهم ذنوبهم وتجارتهم برسالتك فإنهم لا يدرون ماذا يفعلون فقد أساءوا إلي الدين الحنيف قبل ان يسيئوا لأنفسهم حقا إن العدو العاقل خير من الصديق الجاهل الحاقد.
---
عضو الهيئة العليا