رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجولة الأولي لم تنته بعد

هناك مثل شعبي يقول "يعملها الصغار ويقع فيها الكبار" وهو أمر دائم الحدوث في الريف، عندما يختلف الأطفال في لعبهم فيتدخل الأهل ويتطور الحدث الي معركة واعتداء، ولكن في حالتنا الثورية اليوم أتصور العكس تماما، أقول: عملها الكبار "أقصد الشباب المنتمي" ووقع فيها الصغار اقصد الرجال كبار السن والصغار في المقدمة والذين لم يستطيعوا، ليس فقط أن يقوموا بثورة أو احتجاج بل لم يستطيعوا ان يتنفسوا الحرية والكرامة فماتوا وهم واقفون كالأشجار الميتة واليوم يصيحون ويهللون ويريدون اختطاف الثورة - أن عملية الاختطاف قانونيا لها عقوبات.. فكل يوم يمر تزداد خشيتي علي الثورة وأنا أشاهد "البرازين" اسم يطلق علي المتسلقين أو الذين يريدون الاستحواذ علي ما يملكه الغير بأسلوب غير سوي او بمظاهر كدابة كما حدث يوم الجمعة الماضي.. أقول: علي الرجال المنتمين الي الفكر الحر والدولة المدنية والانتماء لمصر ان يلتفوا حول الشباب ليكونوا دروعا واقية من أي اختراق "فالثورة لم تنته بعد" فهناك سينريوهات ومشاهد وظواهر تحاك في الخفاء والعلانية ولا أقصد بالذات الثورة المناهضة لثورة الشباب، ولكن لثورة الحقد والزيف التي تعتمل في النفوس حالاً وتريد أن تخطف شريحة من كيكة الكرامة التي قدمها لنا شبابنا.

إذا درسنا تاريخ الثورات العالمية قد نجد العجب العجاب.. ثورة فرنسية ارست مبادئ الحقوق الانسانية ولكن بالقتل والتدمير وفي النهاية أكلت أولادها.. ثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية قام بها القس مارتن لوثر وبعدها ثورة الدجل بعد خروج الفاطميين من الأندلس ونتج عنها صكوك الغفران ومحاكم التفتيش وكانوا سبة في جبين المسيحية وهو ما أخشي ان ينتهي أمر ثورتنا بشكل من هذه الأشكال ولعل الحرب بين الكاثوليك والبروتستنت في ايرلندا مثال لذلك.. ثم الثورة الروسية وما آلت إليه ولكن مما يشرفها انها لم تخرب وتدمر تراثهم كما فعل البعض النشاز في مصر.. ثم ثورة العبيد في صدر المسيحية الخ.. وأخيراً بالنسبة لمصر الثورة ضد المماليك ثم ثورة عرابي مروراً علي ثورة 19 وأخيرا ثورتنا الجميلة التي وضعت اكليل النجاح علي رأس مصر في انقي ثورة في التاريخ البشري والتي يريد البعض منا اليوم القاء الماء الآسن عليها، أيها الشباب/ الرجال حاذروا ان

تتفرقوا ولا تسمحوا باالختراق.. لا ترفعوا سقف المطالب فمصر اليوم لا تحتمل أكثر مما نحن فيه وعليه، ليكن انتماؤكم في شفافية وفي نطاق الدولة المدنية.. ليكن شعاركم "الدين لله والوطن للجميع:" استحقوا كل توجه او مرجعية دينية سوف يقود البلاد الي المدار وكانت مصر مهيأة لذلك لولا ثورتكم فانقذتم البلاد في لحظات من التاريخ لتجمعوا الشتات الامر الذي لم يستطع الكبار عمله من ارساء المحبة والاخاء والمواطنة بين مختلفي العقيدة وانها معجزة فحافظوا عليها.. فلتكن هذه الدروس نبراسا لكم. ان من اجمل الصفات التي تحليتم بها هي عفة اللسان والبعد عن السباب فكنتم ارقي شباب واعترف العالم بذلك، اقول اتركوا المآخذ علي بعض رجال العهد الماضي للتحقيقات والمحاكم وكرسوا أيامكم القادمة لبناء مصر المستقبل حتي لا تستنزف جهودكم فيما لا يفيد البلاد اليوم واتركوا التاريخ ان يقول كلمته.. حافظوا علي علاقتكم بالامن ودعوهم لينظفوا أنفسهم اولاً ثم يلتفوا حولكم ليحموكم ويحموا مصر من الغوغائية والانتهازية والعربدة.. وألقوا ووثقوا صلاتكم بجيش مصر فهو الحامي في هذه المرحلة، وهم يا أولادي خير جند الأرض.. فمصر مازالت تفيض بالخير ومازالت تعلم العالم فحافظوا عليها وعلي حضارتها وكيانها وكلمة اخيرة توجوا نجاحكم بفصل الدين عن الدولة فلم يعد هذا الاتجاهالعنصري المتعصب مما يصلح لحكم الشعوب المتحررة اليوم.. ان مسامير هذا التوجه وفي غفلة منكم سيدقون اسافينهم في نعشكم أي نعش مصر.. كان الله معكم.

عضو الهيئة العليا