رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هذا الرجل من مصر

ظننت يوماً وكنت على خطأ أن مصر قد عصّمت ولكن الحقيقة أنه كلما ألمت بمصر كنانة الله بكارثة ولدت مصر بطلاً ينقذها بدءاً من مينا موحد القطرين إلى أحمس طارد الهكسوس إلى سعد زغلول ثم شباب الثورة الحقيقيين، وليس المغتصبين وأخيراً فضيلة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب الذى لملم الشمل الذى أثارته ثورة يناير وكان قابعاً فى القاع بوثيقة موثقة،

وقع عليها الجميع فأهلاً بك بطلاً مصرياً حاولت وبكل كياسة ومحبة بأن تلم الشمل، ولكن هل الرسالة وصلت؟! أشك فى هذا فمازالت شهوة الحكم والمال تسيطر على الأفعال والتحركات وفى المقابل قال قداسة البابا يوماً حكمته التى سارت مثلاً أن مصر ليست وطناً ونعيش فيه بل وطن يعيش فينا، والآن يحاول الجنزورى أن يقدم نفسه قرباناً للثورة وإنجاحاً لها لإنقاذ مصر، فهل نتركه لينجح ونحن دائماً أعداء النجاح؟ واللقطة التالية هى عدد الأقباط فى بلدهم مصر، يقول ماجد عطية نقلاً عن حوار أجراه جابر القرموطى فى فضائية «أون تى فى» أن ثروت باسيلى صرح بأن عددهم ما يزيد على 18 مليون ونصف المليون وأن هذا الرقم دقيق وموثق ولديه أوراقه وأنه يقبل التحدى واسترسل قائلاً إن الرقم الذى أعلنه ثروت هل يفسر سر إحجام الجهاز عن إعلان حقيقة أرقام تعداد الأقباط قد يرتب حقوقاً «محجوبة» عن شركاء الوطن الأقباط ولا أعتقد أن رئيس الجهاز يفعل ذلك من تلقاء نفسه ما لم تكن القيادة السياسى القائمة صاحبة القرار وأقول إن الأقباط وهم فى رعاية الله ليسوا فى حاجة لاتخاذ حقوقهم من عددهم، لأن حقوقهم لا يعطيها لهم اليوم أحد سوى الله «مبارك شعبى مصر» ولعل ذلك يفسر الهجمة المغرضة ضد نجيب المصرى ولا أقول ساويرس كما يحلو لهم أن يفهم من اسمه أنه غير مسلم، ولن أخوض فى هذا الأمر لأن القضية تنظر أمام المحاكم ولكن أقول لماذا هذا التوقيت بالذات والرجل قد أقر بالخطأ واعتذر وقبل الأعتاب وقام بزيارة لفضيلة شيخ الأزهر معلناً أنه لم ولن يسيئ إلى الإسلام، وأنه لا يهوى التعصب وأن السيدة التى تدير مكتبه منتقبة وأن كل مساهماته الاستثمارية تجمع

كل المصريين دون تميز ولنقف هنا عند هذا الحد ولكن أقول أوقفوا هذا الاتجاه الذى قد يؤدى إلى زيادة الانقسام وأن الأقباط أكبر وأعقل من الرد فيما يجرح إخوتهم المسلمين فى الوطن، إننا نجتاز مرحلة فى غاية الدقة والأهمية فلا يفعل البعض ما يفعله الصهاينة من إثارة الرعب لكل من يتناول أو يشكك فى محرقتهم «الهولوكست» حتى طالت كاتب ومفكر فرنسى كبير «جارودى» وعلى خط النار اليوم القمنى ومحفوظ، أن اللعب بنار الفتنة وبالأديان سياسياً وقمعياً هو شرارة الخراب، حقاً لعن الله من يوقظها.
إذا تصور فريق أنه استحوذ على غالبية الأصوات أنه قد نجح فهو على ضلال إن مصر أكبر من أن يحكمها فريق دون الآخر، لأن مصر بطبيعتها لا تعرف الاتجاه السياسى الدينى، وقد قال فضيلة المفتى د. على جمعة إن خلط الدين بالسياسة إهانة للدين ونظام الأزهر قائم على الاختيار ومن يريده بالانتخاب تخلط الأمور.
إذا أخذنا من التاريخ عبرة لاتزن تفكيرنا لأن التاريخ يعيد نفسه ولكن فى زمن آخر وبأشخاص آخرين وفى أحداث أخرى، ولكن النهاية فى النهائية المأساوية إذا ما أخذنا من الدين ستاراً لشهواتنا الدونية الأرضية ولتذهب مصر إلى الجحيم.. ولا نسعى هنا إلا أن أحيى كل من على السلمى ووثيقته التى حملت اسمه ودخلت التاريخ وحازم الببلاوى على مساهمتهما الجيدة فى أحلك أيام مصر، حقاً إن مصر أم الدنيا علمت العالم ومازالت تعلمه.
--------
عضو الهيئة العليا